5 دقائق
عوامل النجاح الحاسمة
يسعى الأفراد والمؤسسات كافة لتحقيق النجاح، لكن في أغلب الأحيان لا يتم تعريف أو تحديد طبيعة هذا النجاح ونوعه، كما لا يتم التخطيط الجيد بطريقة تسهم في تحقيق ذلك النجاح. ومن عوامل التخطيط الجيد والفعال تحديد العوامل الحاسمة للنجاح أو ما يطلق عليها Critical Success Factors، التي تلعب دوراً محورياً في عملية التخطيط، فما هي عوامل النجاح الحاسمة، وكيف يمكن تحديدها، وما أنواعها؟ نشر هذا المفهوم في عام 1961 رونالد دانيال تحت مسمى مجالات النتائج الرئيسة، ثم طور المفهوم وتوسع في نشره جون روكهارد، وعرفها بأنها تلك المجالات التي لو كانت النتائج فيها مُرضية فستؤدي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وستحقق قدراً كبيراً من التنافسية، وهي المجالات القليلة الرئيسة التي ينبغي أن تسير فيها الأمور بشكل ممتاز حتى تنمو الأعمال، ولابد للإدارة العليا أن تهتم بها اهتماماً دقيقاً ومستمراً.
وفقاً لموقع «مايند توولز» هناك أربعة أنواع من عوامل النجاح الحاسمة، وهي: أولاً عوامل تتعلق بالصناعة، وهي تلك العوامل التي تتعلق بطبيعة نشاط المؤسسة ونوعية الصناعة التي تعمل بها، مثل استحداث واستدامة ميزة تنافسية في تكنولوجيا معينة، ثانياً: عوامل بيئية، وهي تلك العوامل التي تتعلق ببيئة الأعمال المحلية والدولية، وكيفية الاستفادة من تلك البيئة وإمكاناتها والاستجابة لمتطلباتها، فقد يكون تشغيل أكبر عدد ممكن من العمالة المحلية هو أحد عوامل النجاح الحاسمة على سبيل المثال، ويمكن استخدام التحليل البيئيPESTEL للتعرف إلى تلك العوامل وكيفية الاستفادة منها، ثالثاً: عوامل استراتيجية، وهي عوامل ذات صلة بميزة استراتيجية معينة تتميز بها المؤسسة دون غيرها، مثل الاعتماد على حجم الانتاج الكبير بسعر رخيص، أو الاستفادة من الموقع الجغرافي أو الوصول لعناصر الإنتاج بكلفة منخفضة، أما النوع الرابع فهي العوامل المؤقتة، وهي مرتبطة بفترة زمنية قصيرة في الغالب، كأن تكون هناك فرصة للتوسع الدولي مرتبطة بإطار زمني معين، بالتالي لابد من زيادة الإنتاج حتى يلبي ذلك التوسع في الوقت المطلوب.
يمكن تحديد عوامل النجاح الحاسمة من خلال ست خطوات تبدأ بتحديد الرؤية والرسالة المؤسسية، وكذلك الأهداف الاستراتيجية، يلي ذلك مراجعة كل هدف استراتيجي لتحديد النشاط أو المشروع الذي يؤدي إلى تحقيق ذلك الهدف، ثالثاً بعد حصر كل العوامل المحتمل أن تكون عوامل نجاح يتم تحديد العوامل الأكثر أهمية، رابعاً: تحديد آلية لمراقبة ومتابعة تلك العوامل، خامساً: نشر وتوضيح تلك العوامل للمعنيين داخل المؤسسة وخارجها، وأخيراً: المتابعة والتقييم المستمر لتلك العوامل، للتأكد من فاعليتها وأهميتها، ولنتذكر أن ما لا يمكن قياسه لا يمكن تحسينه.
يمكن تحديد عوامل النجاح الحاسمة من خلال ست خطوات تبدأ بتحديد الرؤية والرسالة المؤسسية.
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .