«ما وراء الذكاء» في التوطين
تركتكم الأسبوع الماضي مُتفقين على أن حولنا كنزاً من البيانات منثوراً في حياتنا ولم نستخرجه حتى الآن، ولكن ما يوازي البيانات أهمية ليس فقط حصرها وتصنيفها، ولكن طريقة تعاملنا معها لخدمة موضوع ما. ومن أهم القضايا التي أرى شخصياً أن حلّها يكمن في استثمار قوة البيانات، هي التحديات التي تواجه مهارات المستقبل والتوطين، ولذلك حرصنا في دبي الذكية على استكشاف آخر ما توصّل إليه العلم في معالجة البيانات من أساليب، لوضع منظور جديد لحل هذه التحديات، وهي ما يُطلق عليها الذكاء الجمعي (Collective Intelligence) الذي سأخبركم عنه بعد سطور.
فمنذ بداية رحلة بيانات دبي، قررت أن تكون حلول البيانات التي نخرج بها مبنية على التواجد مع شركائنا الحكوميين والقطاع الخاص، واستخدام منهجيات مبتكرة حتى لو كان العالم لايزال يختبرها بحذر، وذلك نابع من إيماني بأن التواجد في الميدان من قبل القادة وفرق العمل الحكومية، هو أفضل أسلوب لإيجاد حلول عملية وواقعية، نظراً للسرعة التي تتطوّر فيها الحياة بشقيها الشخصي والعملي، ودولة الإمارات مثالٌ حيّ على ذلك.
- هناك فرصة خفيّة لابتكار استراتيجيات لبناء كفاءات المستقبل. |
وفي موضوع المهارات، دعونا أخيراً مجموعة من شركائنا في القطاعين العام والخاص إلى ورشة عمل لنختبر أداة تجمع قوة الذكاء الاصطناعي وذكاء الإنسان، في إيجاد حلول لظواهر الحياة هي «الذكاء الجمعي». فليس هناك شُح في الفرص بدولتنا، ولكن أحد أبرز التحديات هو عدم تكامل البيانات المتعلّقة بحجم الفرص المهنية المتاحة، وحقيقة حجم ونوعية الكفاءات المواطنة في سوق العمل، وعلى مقاعد الدراسة حتى هذه اللحظة.
نقاط معالجة تحدّي التوطين والمهارت موجودة على الأرض وفي الميدان، لكنّها مبعثرة بين المؤسسات التعليمية وطبيعة مخرجاتها من جهة، وبين ما يضمّه القطاعان الحكومي والخاص من كوادر مواطنة والفرص المهنية الخفيّة من جهة أخرى.
هذه ليست مجرّد فكرة لدي ولكنّها من أهم مخرجات ورشة العمل التي نظمناها أخيراً، وكانت منهجية «الذكاء الجمعي» تُركّز على تقييم الوضع الحالي للبيانات المتاحة عن جهود توظيف المواطنين، وطبيعة البيانات التي نحتاجها، والجهات التي تتوافر لديها هذه البيانات، إضافة إلى الجهات التي ستسهم في إعادة تصميم تجربة استثمار الكفاءات الوطنية.
وطوال السنوات الماضية، اعتمدنا على استراتيجيات قائمة على أفضل الممارسات، أو حلول الموارد البشرية المتعارف عليها، ولكن ما يقوله عُلماء البيانات أن هناك فرصة خفيّة لابتكار استراتيجيات لبناء كفاءات المستقبل، بناء على قدرات تجمع بين ذكاء الآلة وذكاء الإنسان، لنصل إلى «ما وراء الذكاء» في مجال التوطين لمستقبل أفضل لدولتنا.
مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية» المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .