سريالي
كيف غيّرت شركة تسلا عالم السيارات
هناك شيء ما يجذبنا نحو المجهول، نحو المصادفة الجميلة، والإنسان ينشد السعادة والراحة، ثم ما ينفك يتفاخر بكل تلك المصاعب التي واجهته، كأن ذلك ما كان يطمح إليه، وهنا أتكلم عن السفر. كثير من المسافرين يقومون بالتخطيط للسفر بشكل مفصّل، باحتساب كل دقيقة ستمر، وكل متر سيمشونه، وهو من الأمور المستحسنة في الحقيقة، خصوصاً عندما تكون الرحلة مع عائلة كبيرة، ففي هذه الأحوال يكون التخطيط الدقيق لزاماً على المسؤول عن هذه الرحلة، فلا مجال للمتاعب هنا. لكن لدي رأي مختلف عندما يكون الأمر حصراً على الشباب أو محبي الاستكشاف بشكل عام، فنصيحتي لهم: اتركوا شيئاً للمصادفة بلا تخطيط مسبق، اذهبوا إلى مدينة وقعت أعينكم عليها بشكل عشوائي أثناء التجول الافتراضي في خرائط «غوغل»، فتلك متعة أخرى، وبشكل شخصي، فإن أسعد ذكرياتي أثناء ترحالي كانت تلك التي حدثت مصادفة.. الذهاب إلى شاطئ لا هوية له، أو مدينة لا يوجد فيها سيّاح، المشي لعشرة كيلومترات هائمين على وجوهنا بلا وجهة محددة، الذهاب إلى محطة القطارات واختيار مدينة أو قرية لا أعلم عنها شيئاً، ومن ثم الذهاب لاستكشافها!
فالخطة أن لا توجد خطة، وهذه الطريقة في السفر قد تريك العجائب، أو قد تخذلك بشكل كبير، لكن إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى، فإن الذكريات التي تحمل مواقف صعبة في السفر تتحول بعد مدة إلى ذكريات تفخر بها، تتذكرها وتذكرها في كل مناسبة. هناك شيء ما غريب في الإنسان، فالذكريات السعيدة تنقلب إلى حزينة بعد مدة، وذلك لزوالها، والذكريات الحزينة تنقلب إلى ذكريات سعيدة، بعد مدة، وذلك لزوالها أيضاً.
المصادفة الجميلة تمنحك ذلك الشعور اللذيذ، شعور الاكتشاف الجديد الذي غمر كولومبوس وماجلان. والتخطيط المفصل للرحلة يجعلك ترى المدن والمعالم السياحية أُثناء تصفح الإنترنت مرة ومرتين وثلاثة، بشكل قد يطفئ حماستك أو يصيبك بخيبة أمل عند زيارة هذا المكان في الواقع، لذلك الجمع بين التخطيط وترك بعض الأيام للقيام بشيء ما بشكل عشوائي هو وصفة سحرية لكي تحظى برحلة لا تنسى.
ملاحظة: العنوان ليس بضرورة الحال أن يعكس المحتوى، وربما تذكرون كتاب الأغاني للأصفهاني، فقد اخترت هذا العنوان لإثارة الفضول لديكم، حتى تبحثوا بأنفسكم عن قصة شركة تسلا مع وجود مادة مختلفة في جسد المقال، تحتوي على نصائح مفيدة عن السفر من واقع خبرتي البسيطة «إيموجي يلبس نظارات شمسية».
هناك شيء ما غريب في الإنسان، فالذكريات السعيدة تنقلب إلى حزينة بعد مدة، وذلك لزوالها..
Ahmed_almadloum
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .