كـل يــوم
ثروة الإمارات الحقيقية..
هزاع المنصوري وسلطان النيادي، اسمان سطرا إنجازاً تاريخياً لدولة الإمارات، هما مصدر فخر واعتزاز للجميع، ولا يكاد يوجد إنسان داخل الدولة أو حتى خارجها، لم يسمع باسمهما معاً، أو باسم هزاع المنصوري، على اعتباره أول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، وهذا أمر يُثلج صدر كل إماراتي.
حدث انطلاق ابن الإمارات إلى محطة الفضاء الدولية، علامة فارقة في تاريخ الإمارات، وهو أحد أهم وأكبر منجزاتها، والإنجاز الحقيقي والأهم لم يكن وصول ابن الإمارات إلى محطة الفضاء الدولية فحسب، بل هو الاستثمار في إنسان الإمارات من قبل قادة الدولة وحكومتها، وبفضل ثقتهم ودعمهم واستثمارهم في أبناء الإمارات، استطاع هؤلاء الشباب أن يخططوا، وينفذوا، ويضعوا حجر أساس إنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء، واستطاعوا أن يصلوا بطموحاتهم وهمّتهم، إلى أهم وأكبر إنجاز علمي إماراتي عالمي.
لذلك لابد أن يحفظ الجميع أربعة أسماء مهمة، إضافة إلى اسمَيْ هزاع وسلطان، فهؤلاء الأربعة هم من رسموا خطط وبرمجوا خطوات وصول الإمارات إلى محطة الفضاء الدولية، لابد أن يسطر تاريخ الإمارات أيضاً أسماء هؤلاء المهندسين: سالم المري، ومحمد الحرمي، وعامر الغافري، وعمران شرف، فهؤلاء المواطنون الأربعة هم حجر الأساس في تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2006، وهم من وضعوا البرامج والخطط التي تحققت بفضلها إنجازات الإمارات الفضائية، بدءاً من إطلاق «دبي سات1»، إلى وصول هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، وهم عاكفون الآن على رسم مسار مسبار الأمل للوصول إلى كوكب المريخ.
وصول أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الدولية إنجاز علمي مهم، شاهده وأقرّ به العالم أجمع، لكن الإنجاز الأكبر الذي لا يعرفه كثيرون، أن مركز محمد بن راشد للفضاء يديره أكثر من 200 شاب وفتاة، جميعهم إماراتيون، بنسبة توطين تصل إلى 100%، ومتوسط أعمارهم 27 عاماً، ليس بينهم خبير أو مدير أو مهندس أو موظف أجنبي إطلاقاً!
هؤلاء الشباب والفتيات الإماراتيون هم من وضعوا برنامج الإمارات الوطني للفضاء، الذي يتضمن برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية، وبرنامج الإمارات لروّاد الفضاء، وبرنامج المريخ، ومشروع الإمارات لاكتشاف المريخ.. بدأوا بإطلاق «دبي سات1»، في عام 2009، وأسهموا فيه بنسبة 30%، ثم أطلقوا «دبي سات 2» في عام 2013، وبنسبة مساهمة معرفية فعلية وصلت إلى 50%، ثم أطلقوا بجهدهم ومعرفتهم الكاملة، وبنسبة 100%، القمر الاصطناعي «خليفة سات» في أكتوبر من العام الماضي. ها هم اليوم يعكفون على التخطيط لرحلة مسبار الأمل لاكتشاف الكوكب الأحمر، وذلك خدمة للعلم والمعرفة، ودعماً للبحوث العلمية العالمية التي تحاول الإجابة عن كثير من الأسئلة العلمية حول كوكب المريخ!
هذا هو الإنجاز الحقيقي للإمارات، وهؤلاء الشباب والفتيات هم ثروة هذا البلد، وهم نتاج الاستثمار الذكي لقادة وحكومة دولة الإمارات، فالاستثمار في الإنسان هو أغلى وأثمن وأنجح استثمار على الإطلاق!
reyami@emaratalyoum.com
twitter@samialreyami
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.