بيانات 48 عاماً
إرث الأولين هو العنوان الرئيس لفعاليات الاحتفال باليوم الوطني الـ48 للإمارات في استاد مدينة زايد الرياضية هذا العام، وهو اختيار لا يحتاج إلى شرح، فإرث الأولين وتبنّيه والبناء عليه، هي ما أوصلتنا للإمارات بصورتها الحالية من تقدّم وازدهار، وذلك ثمرة الخبرات التراكمية في دولتنا، لأن رؤية قيادتنا منذ اليوم الأول كانت الاستفادة من الدروس، والبناء على الجوانب الإيجابية، وتطوير ما يلزمه ذلك.
- بياناتنا ثروة وطنية، واستخراج القوة الكامنة منها لا يكتمل إلا بربط الأزمان. |
نحتفل بـ48 عاماً على ولادة الإمارات، ووسط فرحة المناسبة أراه احتفالاً بإنجازات وخبرات تراكمية نقرأها اليوم كبيانات تعلّمنا منها كيف نكون أفضل كلّ يوم، وذلك يعيدني مع لحظات البيانات إلى عادة كانت مرتبطة عندي بحلول المناسبة، وهي قراءة مُلحق اليوم الوطني لأطّلع على ما استجد في دولتنا من نجاحات ومشروعات، فقد كانت الصحف نافذة على إرث الأولين تعرض المنجزات للتعبير عن فرحة وطن بما تحقق، فاليوم الوطني برأيي ليس مجرّد يوم، لكنه حالة شعورية ممتدة طوال العام.
وملاحق الصحف، رغم محدودية عدد صفحاتها، كانت بنظري غنية، لأنها كانت بيانات تروي قصة الإمارات عاماً بعد عام، وكانت كل صفحة كمجموعة بيانات تعطي دلالات أكبر عندما ننتقل لصفحة أخرى.
لكن البيانات الحقيقية للدولة كانت ولاتزال محفوظة ومتبادلة بطرق عدة بين المؤسسات الحكومية، وبين الحكومية والخاصة، مثل البيانات الإحصائية، وتقارير الأداء السنوي وغيرها الكثير.
ولأن الدافع وراء هذه الجهود من الجهات كان دوماً تحقيق أهداف واستراتيجيات الإمارات وتميزها، يحلّ اليوم الوطني وقد حققت دولتنا هذه المراتب.
وخلال السنوات الأخيرة انتقل العالم لمنحى جديد في ما يتعلّق بالبيانات، نتيجة تطوّر علومها وتقنياتها وقيمتها المادية والمعنوية. لذا في لحظات البيانات التي تصادف اليوم الوطني، أرى أن بيانات الـ48 عاماً عندما نربطها ببعضها عبر منصات رقمية موحّدة، وتحت الاستراتيجيات التي أطلقتها القيادة، ستكون لها قوة دافعة لإنجازات هي أضعاف مضاعفة لما حققناه حتى الآن. ومن هذه الجهود إنجاز الإطار العام لفتح ومشاركة البيانات على مستوى الدولة، الذي سيتيح ربط إرث الأولين مع واقع دولتنا اليوم وغداً، لتكتمل خارطة الإنجازات منذ ولادة الاتحاد وحتى الآن.
بياناتنا هي إحدى ثرواتنا الوطنية، ومقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل». واستخراج القوة الكامنة في البيانات لا يكتمل إلا بربط الأزمان، وهذه الثروة لن يقتصر أثرها علينا في دولة الإمارات، لكنّها ستكون من أهم أدوات التأثير الإماراتي الإيجابي في العالم حولنا، إضافة إلى تقديم تجارب تعتبر نموذجاً يحتذى لغيرنا. كل يوم وطني وبياناتنا أغنى وأكثر ثراء ومعنى، والأيام الوطنية خلال العشرية المقبلة تبني على بيانات 48 عاماً.
مساعد المدير العام لـ «دبي الذكية» المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .