لحظات البيانات
المعادلات بيانات
«في عام الاستعداد للخمسين نريد أن نعمل سوياً.. في كافة القطاعات.. كافة فئات المجتمع.. كافة المواطنين.. كافة المقيمين.. لأننا متحدون نستطيع تغيير المعادلات»، هذا جزء من مجموعة الرسائل الاستراتيجية التي أعلن بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن العام 2020 هو عام الاستعداد للخمسين. ومن هذه العبارة لسموه اخترت جزئية: «لأننا متحدون نستطيع تغيير المعادلات»، لأن المعادلات علمياً هي طرفان مكوناتهما الرئيسة بيانات، وبتغيّر هذه البيانات في طرف تتغيّر نتيجة الطرف الآخر أو ناتج المعادلة الذي صيغت من أجله.
العام 2021 كانت له ولاتزال أهمية استراتيجية دوماً لأن قيادتنا جعلته خط نهاية سباق تحقيق العديد من الاستراتيجيات والخطط، مثل امتثال البيانات، واستراتيجية دبي للتعاملات اللاورقية، وغيرها الكثير، ورغم أنه لم يغب عن بالنا أنه عام الاحتفال بيوبيلنا الذهبي، فإنه منذ منتصف ديسمبر الجاري أصبحت له دلالة أكبر لأن العدّ التنازلي لتحقيق 50 مقبلة تلبي طموح قيادة الإمارات وشعب الإمارات قد بدأ بإعلان عام الاستعداد للخمسين.
الربع الأخير من العام 2019 كان فصلاً مهماً في قصة حياة البيانات بدبي، ليس من ناحية الأرقام والنتائج التي تحققت في مجال فتح وتبادل ونشر المؤسسات بياناتها على منصة بيانات دبي «دبي بالس» فحسب، وإنما أيضاً من حيث تأثير العمل الجماعي في دبي الذكية والشركاء الحكوميين ومن القطاع الخاص لتحقيق هدف واضح هو تحقيق نسبة 100% على مستوى امتثال البيانات بحلول العام 2021، وهي الوصفة التي تضمنها توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمرحلة اليوبيل الذهبي «نريد العمل سوياً»، ومن أمثلة العمل الجماعي مبادرات مثل تحدّي البيانات التي حققت قفزة في نسبة الجهات الحكومية التي بلغت نسبة وحتى في الاهتمام العالمي ببياناتنا.
من أهم مفاتيح الاستعداد للخمسين المقبلة هو المعرفة الجيّدة والعميقة لكل جهة بما يتوافر لديها من بيانات في الوقت ذاته الذي تهتم به بدعائمها الاستراتيجية الأخرى، ويتحقق ذلك من خلال: تصنيف البيانات، والتعرّف إلى البيانات الأهم، وتنظيم الاستفادة منها سواء بشكل مركزي أو لامركزي حسب الحالة وتطوّر الاحتياج، وتحقيق القيمة المضافة للاستفادة من هذه البيانات سواء كان اقتصادياً أو على صعيد تفعيل القرارات الذكية الحيّة للجهة، ولدينا بنية تحتية وأمثلة واضحة وقصص نجاح وطنية قابلة للتطبيق على مستوى أي قطاع قد يحتاج لنقطة انطلاق يقيس عليها.
حال أي مؤسسة اليوم ومشروعاتها هي نتيجة مُعادلة صممتها الجهة واختارتها كمنهجية عمل، وجانب رئيس من مدخلات هذه المعادلة - شئنا أم أبينا - هو بيانات ناتجة عن فهمنا للوضع الحالي لمؤسستنا، وفهمنا أيضاً لما نطمح لتحقيقه، وجزء جوهري من نتيجة هذه المعادلة هو بيانات أيضاً تبوح لنا برسائل عن أوجه النجاح والقصور في العملية.
وبما أن المعادلات بطرفيها بيانات فعام الاستعداد للخمسين يحتاج من الجهات أن تمنح البيانات الدور الذي تستحقه إلى جانب مقومات عملياتها الأخرى، ولدينا أمثلة مميزة عديدة نستطيع الاستفادة منها إماراتياً.
• «حال أي مؤسسة اليوم ومشروعاتها هي نتيجة مُعادلة صممتها الجهة واختارتها كمنهجية عمل».
مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية» المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.