فرصة البيانات الضائعة
من العلامات الفارقة في عصرنا الحالي، حصة الشركات الصغيرة والمتوسطة من الاقتصاد العالمي، ونسبة إسهامها في توفير الوظائف، وكذلك إسهامها في الناتج القومي الإجمالي.
وفي واحدة من الإحصاءات الصادرة عن البنك الدولي، يقدّر أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تُمثّل نحو 90% من الأعمال، وأكثر من 50% من الفرص الوظيفية عالمياً، وبحسب البيانات المنشورة في ديسمبر 2019 لوزارة الاقتصاد الإماراتية، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثّل 94% من إجمالي الشركات في الدولة، فيما تمثل في دبي 95% من الشركات، وتوفّر 42% من فرص العمل، كما تُسهم في نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.
وعلى الرغم من أن لهذا القطاع نصيب الأسد من الاقتصاد الوطني والعالمي، فإن الدراسات العالمية تُظهر أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي الأقل تبنياً لخطط ومشروعات رقمنة لعملياتها، باستثناء الشركات التي نشأت من فكرة أو قطاع رقمي وتمثّل الرقمنة صُلب عملها، ومن أهم الموارد الاستراتيجية شبه المهملة في الشركات الصغيرة والمتوسطة عالمياً «ثروة البيانات».
واخترت أن تكون «لحظات البيانات» حول «فرصة البيانات الضائعة»، لأن الكثير من الشركات لاتزال تعتقد أن الوقت مبكرٌ لتبني استراتيجية واضحة لرقمنة بياناتها وتصنيفها، ودراسة فرص فتحها ومشاركتها وتسييلها. وأجمعت العديد من الدراسات العالمية حول الموضوع على عدم إيمان قيادة هذه المؤسسات بأثر ذلك على الأعمال، والتردد في الاستثمار بالرقمنة، لاعتقادها أن الوقت لايزال مبكراً، وارتفاع كلفة استقطاب علماء البيانات، أو الحلول والشركات التي تُقدّم خدمات في مجال البيانات، وكذلك القلق من مدى إمكانية الحفاظ على أمان البيانات خلال عملية تصنيفها ومشاركتها من مختصين.
في مؤسسة بيانات دبي، و«دبي الذكية» بشكل عام، أدركنا ذلك مبكراً في بداية رحلتنا، ولذلك جعلنا القطاع الخاص شريكاً استراتيجياً في مختلف خطواتنا، وكان تصميم استراتيجية البيانات الخاصة بالقطاع الخاص هي من واقع حال واحتياجات القطاع، وحرصنا على توفير موارد عبر موقعنا الإلكتروني، تُمكّن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الخاص بشكل عام من التعرّف إلى أساسيات الرقمنة، بل تعين الشركات على أن تخطو خطواتها الأولى في المجال.
وحتى لا تكون البيانات فرصة ضائعة للشركات الصغيرة والمتوسطة في دبي، وفرنا «دليل بيانات دبي» عبر موقع «دبي الذكية» www.SmartDubai.ae ليكون بمثابة خريطة طريق للشركات في خطواتها الأولى، دون الحاجة إلى شركات استشارية ونفقات باهظة في البدايات، وليدركوا حجم الفرصة الهائلة التي تنتظرهم. فنحن نُدرك خصوصية هذا القطاع، والطبيعة المتغيّرة لاحتياجاته، ولذلك، اعتمدنا الشفافية والمشاركة ركيزة لعملنا، وأدعو عبر «لحظات البيانات» هذا القطاع للاستفادة من هذه الموارد.
مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية» المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
«دليل بيانات دبي» يعد خريطة طريق للشركات في خطواتها الأولى دون الحاجة إلى شركات استشارية.