ثقافة المشاركة لقرار ذكي
اختتمنا، أخيراً، الدورة الأولى من «تحدّي البيانات أولاً: تحدّي بيانات المدينة»، وبينما كانت ذُروته الاحتفال بالشركاء الحكوميين الذين جعلوه بتعاونهم يُحقق هذا المستوى من النجاح، إلا أنه كانت له دلالات مستقبلية تتعلّق بمستوى النضج الذي وصلت له تجربة التحوّل الرقمي في دبي، هذه الدلالات أراها دروساً مستفادة ليس لنا في دبي فقط بل لكل مدينة في مشوارها للتحوّل لمدينة ذكية، وهي في الوقت ذاته تجربة حيّة للتغلّب على أبرز التحديات التي تواجه عملية فتح ومشاركة البيانات على مستوى العالم، ومن أبرزها إجراء التحوّل اللازم على مستوى الثقافة المؤسسية، سواء للقطاع الحكومي أو الخاص لتقبُّل التغيير والتحديات المصاحبة لتبنّي التقنيات الحديثة وتجاربها.
- تحدي البيانات تحول إلى منصة، لتحقيق أعلى مستويات التعاون والمشاركة المؤسسية. |
تحدي البيانات جمع نخبة من الجهات الحكومية، ورغم أن عنوانه كان تحدّياً وتنافساً لتحقيق أفضل مستويات امتثال هذه الجهات لقانون بيانات دبي، فإنه تحول لمنصة لتحقيق أعلى مستويات التعاون والمشاركة المؤسسية، سواء على مستوى الجهات أو الفرق أو القادة الرقميين.
في البداية كانت متطلبات التحدّي تبدو صعبة، نظراً لأن تجربة البيانات بمفهومها الحديث لاتزال حديثة، ومعظم المؤسسات حول العالم لاتزال تستكشف طريقها فيه، إلّا أن طريقة قيادة التحدي القائمة على بناء التحالفات والشركات من فريق مؤسسة بيانات دبي، وفريق البيانات الممتد المتمثل بأبطال البيانات، جعلته كما هو عليه الآن.
رؤية قيادتنا، منذ بداية مشوار التحول الذكي في دبي، كانت منح البيانات دوراً استراتيجياً، وهو ما جسّدته واحدة من مقولات عدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «صناعة المستقبل ليست مجرد قرارات ارتجالية، بل هي خطط استراتيجية تقوم على المعرفة، وأهداف واضحة تستند إلى معطيات تحليلية مبنية على إحصاءات وبيانات واقعية دقيقة».
ومن هذه الرؤية، انبثقت رحلة مستمرة بخطى واثقة، ليكون التحدّي محطة في رحلة فتح ومشاركة البيانات الحكومية، التي بدأت عام 2017، بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الذي وجّه الجهات الحكومية في دبي بتغذية جميع بياناتها في منصة «دبي بالس». وكان أبرز التحدّيات، التي واجهتنا وحولناها لقصة نجاح في تحدّي البيانات بالتعاون مع الشركاء، هو بلوغ نسبة 80% امتثالاً، بينما كان الهدف 70% فقط حتى نهاية عام 2019، وهو أن معظم الجهات الحكومية كانت قائمة أولوياتها مزدحمة بالمشروعات التي قد لا تتسع لتحدّي البيانات، لكن بعد سلسلة ورش العمل التي نفذناها على مستوى حكومة دبي، توصّل شركاؤنا إلى قناعة بأن تصنيف وفتح ومشاركة بياناتهم هي ما سيمكنهم من التخطيط الذكي، ويمكنهم من تحقيق أي أهداف وأولويات بفاعلية وكفاءة أكبر، مهما ازدحمت قائمتهم، وهو ما جعل التحدّي يحقق النتائج التي أعلناها.
- مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية» المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.