خلك ملتزم
هناك أوقات لا مزاح فيها ولا استهتار، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة وانتشار الأمراض، وعلى الرغم من ذلك هناك من يصر على مخالفة التعليمات الصادرة عن الدولة، معتبراً أن الأمور «عال العال»، وأن ما يحدث في العالم مجرد تهويل ومبالغة أكثر من اللازم.
- آن الأوان أن يتحمل كل واحد منا مسؤوليته في أي موقع كان |
عندما تستنفر دول العالم لمحاربة المرض بإيقاف الرحلات الجوية فهذا ليس على سبيل المزاح، وعندما يمنع التجول فالموضوع خطير لا يقبل الاستهانة به، وعندما تصدر التعليمات من أعلى المستويات فلا بد لكل فرد منا أن ينفذ ويقول سمعاً وطاعةً.
سمعت عن حالات عدة لأشخاص رجعوا من خارج الدولة ولم يلتزموا بالحجر الصحي، وهناك منهم من أخذ ينتقل من مكان إلى آخر ضارباً بكل التعليمات عرض الحائط، وهناك نوع آخر ليس لديه أي اكتراث استغل الوضع للاستلقاء على الشواطئ كأنه مغيب تماماً عن كل ما يحدث في العالم، وغيرهم أزعجونا بترديد عبارة «ملتزمون يا وطن»، بينما كانوا ينشرون تسجيلات مرئية لهم ينتقلون من «كوفي» إلى آخر في تناقض فاضح ومستهجن.
أعلم تماماً صعوبة الوضع علينا جميعاً، ومن تعود على الخروج بشكل يومي سيشعر بأنه يعيش في سجن، إنما يجب أن نعي تماماً أن الوقاية خير من العلاج، المرض المعدي لا يعرف تاجراً أو فقيراً، ولا يفرق بين المتعلم والجاهل، إن أصاب أحدهم سينتقل إلى غيره، وفي مرض كورونا المستجد شخص مصاب باستطاعته أن ينشر المرض في مدينة كاملة.
آن الأوان أن يتحمل كل واحد منا مسؤوليته في أي موقع كان، وأن نلتزم بما يصدر من تعليمات وتوجيهات وقرارات، لا مجال للمكابرة والعناد في خضم هذه الأزمة التي نأمل أن تمر بأقل الخسائر في الأرواح والاقتصاد وغيرهما، وبالطبع لن يكون ذلك إلا بتضافر جميع الجهود بين أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء.
يقول أفلاطون: «الشرفاء لا يحتاجون إلى قوانين ليتصرفوا بمسؤولية، أما السيئون فسوف يجدون طريقة للالتفاف حول القوانين»، لذا فهي فرصة لكل واحد منا ليثبت لنفسه ولغيره وللمجتمع أننا في مثل هذه الأزمات لا نحتاج إلى أي قانون لنتصرف بإحساس وضمير ومسؤولية.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .