خريطة جديدة لكرة القدم
بينما يتفشى وباء فيروس كورونا في العالم، تعاني كرة القدم توقفاً غير مسبوق في منافستها حول العالم، ليرسم خريطة أزمة حقيقية قد يبدأ تأثيرها لاحقاً.
ومع تعليق المنافسات حول العالم، دخلت أندية واتحادات كرة القدم دوامة مالية تاريخية، ظهرت علاماتها الآن ولاحقاً في المستقبل القريب. ومن أبرز علامات أزمة كرة القدم الحالية تعليق مسابقات البطولات في كل أرجاء العالم، ما يعني أن الاتحادات أمام معضلة غير مسبوقة في تحديد مصير هذا الموسم، والقرارات التي تتخذها الرابطة أو اتحاد الكرة في تحديد هوية البطل لهذا الموسم والصاعدين وعدد الأندية المشاركة في دوري الخليج العربي للمحترفين للموسم المقبل.
إن عودة كرة القدم إلى الدوران في الموسم المقبل على مستوى العالم قد تشهد تغييرات ضخمة، أبرزها على المستوى الاقتصادي. الأندية الكبرى بشكل عام، والأندية الأوروبية الكبرى التي أركانها قائمة على الاستثمار بشكل خاص، تخطط من الآن لتغيير معايير سوق الانتقالات، إذ لن يضمن أحد إبرام أو حتى تنفيذ العقود خلال فترة جائحة «كورونا»، حيث من المؤكد أن تتقلص الدخول والاستثمارات وأسعار اللاعبين التي تعرضت لتضخم غير مبرر خلال السنوات الأخيرة، حيث سيصير إنفاق 100 مليون يورو لضم لاعب، مهما كانت نجوميته، مشهداً من الماضي، وستتغير القصة، ولن يكون هناك المزيد من التعاقدات من هذا القبيل.
هل ينطبق الحال نفسه على لاعبي دوري الخليج العربي للمحترفين والمدربين الأجانب في التضخم غير المبرر في الرواتب، والامتيازات الأخرى، في دوري لا عائد مالياً للأندية منه، ولا حضور جماهيرياً، وحتى المستوى الفني ضعيف، مقارنة بالصرف (احتراف بمنظومة الهواة)؟
سبب تضخم الإنفاق في أندية دوري الخليج العربي للمحترفين يرجع إلى التطبيق غير السليم لمنظومة الاحتراف، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع بلا قيود في سقف رواتب اللاعبين والمدربين، والأزمة المالية الخانقة التي برزت من جراء تفشي وباء «كورونا» في العالم، بينما ظل عالم كرة القدم في الإمارات فوق السحاب، وكأنه بعيد عن الأزمة، وهذا الأمر غير مقبول، لأن كرة القدم المحترفة جزء من المنظومة الاقتصادية، وأن تضخم الإنفاق في الأندية بسبب ارتفاع رواتب اللاعبين والمدربين، وكأن وباء «كورونا» جاء لتصحيح مسار منظومة الاحتراف، بعد البداية غير الصحيحة والمتسرعة في تطبيقها، وتكون البداية الصحيحة في تطبيقها.
بعد تفشي جانحة وباء «كورونا»، والأزمة المالية على مستوى أندية العالم، هل سيتم تطبيق تحديد سقف الرواتب من الموسم المقبل، ويتعاون المسؤولون عن الاحتراف الكروي والمجالس الرياضية والأندية في إصدار «وثيقة شرف» بين جميع الأطراف، تحدد سقف الرواتب للاعبين، وأيضاً رواتب المدربين، وعدم المبالغة والمزايدة بين المسؤولين في الأندية، والقضاء على جانحة الدفع من «تحت الطاولة»، وإنشاء جهة رقابة مالية على جميع الأندية؟ «رب ضارة نافعة».
عودة كرة القدم إلى الدوران في الموسم المقبل على مستوى العالم قد تشهد تغييرات ضخمة، أبرزها على المستوى الاقتصادي.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .