خارج الصندوق
لا تستهنْ بصغائر الأشياء وقت الأزمات
هل هناك فرص استثمارية مربحة في ظل الأزمة الحالية التي يمر بها اقتصاد العالم؟.. سؤال لن يجيب عنه إلا من يعرف كيف يقدر قيمة المخاطرة بالاستثمار في الأزمات، وخطوة لن ينجح فيها إلا من يعرف كيف يقتنص الفرص الحقيقية التي تنتجها الأزمات.. يتردد كثيراً أن الأزمات هي فرصة لصنع الثروات.. لكن كيف؟
غالباً في الأزمات تظهر بعض الاحتياجات للمجتمع والأشخاص، كما تزداد الحاجة إلى خدمات ومنتجات معينة فيرتفع الطلب والإقبال عليها، ويزيد بذلك أصحابها ثراء، وتتحول إلى أكثر فرصة استثمارية مربحة للمستثمرين الجدد. لا نذهب بعيداً عن أزمتنا الحالية المرتبطة بفيروس «كوفيد-19»، والتي دفعت بالعديد من القطاعات والمنتجات إلى أعلى السلم بسبب أبسط منتج لديها! فهل توجد صناعة أبسط من صناعة الكمامة والقفاز؟.. على حسب رأيكم: كم سيجني منتجو هذين المنتجين؟
صيت الكمامات لم يقتصر على المصانع فقط، بل تعدَّى ذلك إلى أكبر دور الأزياء العالمية، لتستغل هي الأخرى الفرصة، وتجني ما يمكن جَنْيُه من أرباح في حرب الكمامات هاته، وقِسْ على ذلك القفازات ومنتجات التعقيم.
عندما تذهب إلى أي منفذ بيع اليوم، ترى كم نوع سائل تعقيم تجده على الرفوف؟ هناك أنواع لم تظهر إلا خلال هذه الفترة، تلك الأنواع الجديدة هي الفرص التي اغتنمها أصحابها لصنع الثروة من الأزمة. والحديث نفسه ينطبق على بعض المنتجات الطبية والأدوية ومنتجات النظافة، وخدمات التأمين التي ستشهد هي الأخرى نمواً في مبيعاتها بسبب الأزمة.
وعلى الوجه الآخر، هناك مستثمرون سيضاعفون ثرواتهم خلال الأزمة، من ذلك شركات القطاع التكنولوجي، مثل: شركات البث حسب الطلب، ومنصات العمل الافتراضية، وخدمات البث الحي، ومنصات التعليم عن بُعْد، وشركات الاتصالات، وتطبيقات المحادثة، والألعاب الإلكترونية.
نقطة أخرى تنتجها الأزمات، هي المبادرات الاقتصادية لتحفيز قطاع الأعمال، والتي يمكن للمستثمرين الاستفادة منها كالقرار الأخير بشأن خفض رسوم 94 خدمة، تقدمها وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات للمتعاملين من الأفراد والشركات وقطاع الأعمال، بنسبة تصل إلى 98%، علاوة على تحفيزات ومبادرات أخرى في الدولة، يمكن أن تكون مصدر ثروة لمستثمرين جدد.
المستثمرون الأذكياء لن تفوتهم الفرصة بدليل بيانات اقتصادية دبي الأخيرة، التي تشير إلى نمو نشاط أربعة قطاعات خلال الأزمة، تمثلت في خدمات إدارة المشاريع، وخدمات التطهير والتعقيم، وتجارة الأدوات والمستلزمات الطبية العلاجية والجراحية، وتجارة المواد الغذائية والمشروبات في دبي.
إن كان لديك عقل استثماري.. في الأزمة لا تستهنْ بأن تستثمر في أبسط الأشياء، حتى لو كانت إبرة، فقد تكون سبباً في صنع ثروة لم تكن تحلم بها، ترى من كان يعير الكمامة والقفاز اهتماماً قبل ظهور «كوفيد-19»، وكم سيجني منتجوها بعد انجلاء الوباء؟
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
الأزمات تنتج مبادرات اقتصادية لتحفيز قطاع الأعمال، يمكن للمستثمرين الاستفادة منها.