5 دقائق
«كورونا».. الماسونية الصهيونية الشيطانية!
هل تقف الماسونية الصهيونية «الشيطانية» وراء فيروس كورونا المستجد/كوفيد-19؟ لو تابعت «الواتس آب» فهي حتماً المسؤولة عن انتشاره. ولو كنت عربياً فأنت قد تكون ضمن نسبة 90% التي تؤمن بذلك لأنك تعيش في منطقة تحلل بمزاجها وليس بمنهج علمي.
معتقدو المؤامرة يقولون لغير معتقديها إنهم عمي لا يرون العالم على حقيقته، والمشككون فيها يطالبون بأدلة تثبتها لأنها دائماً وأبداً تصاحب الأخبار الكاذبة ومن السهل دحضها سواء بالمنطق أو على محرك البحث غوغل.
العالم وفقاً لمروجي المؤامرة يدار من قبل مجموعة خفية من الماسونيين والصهاينة، وعلينا نحن 10% العميان تصديق ذلك دون دليل واحد موثق أن مجموعة خفية تدير العالم منذ أكثر من 300 عام.
حاولت صدقاً إقناع نفسي بهذه العقلية، ولم أستطع لهشاشتها وضيقها الفكري ونهجها غير العلمي.
مثلاً، أول مشكلة في المؤامرة هي التناقض: الفكرة تناقض نفسها. الصهاينة خلف الفيروس (مؤامرة)، لكنه منتشر في إسرائيل (نقيض)! أميركا نشرت الفيروس في الصين (مؤامرة) لكن نيويورك تحوّلت إلى بؤرة (نقيض).
تحليل عقل المؤامرة للتناقضات: هي طبخة مخططة بين أميركا والصين لتقاسم العالم! لاحظ معي أنها تحولت إلى طبخة وضاعت الماسونية الصهيونية من المعادلة! حتى التحليل ناقض نفسه.
التحليل الثاني: بيل غيتس نشر الفيروس. الثالث: الرئيس الأميركي خطط لنشره من الصيف الماضي. لاحظ التخبط وعدم الاستقرار على تحليل معين.
ثاني مشكلة هي تكذيب الرواية الرسمية وتفصيلها على المزاج المؤامراتي. معتقد المؤامرة لا يقرأ الصحف وإن قرأها فلكشف ذكاؤه تكذيب المكتوب وأنه يعلم الخفايا. مثلاً، صرح وزير الخارجية الصيني بأنه لا دليل على أن الفيروس خرج من مختبر. تفسير عقل المؤامرة: الصين متفاهمة مع أميركا على نشر الفيروس.
ثالث مشكلة، عقل المؤامرة لا يعترف بالمصادفة، كل شيء مخطط، وإن أبرزت له أدلة قاطعة، سيقول عبارته الشهيرة: هناك خطأ ما. بكلمات أخرى، إما خطأ واضح يراه هو فقط أو خفي لا يستطيع كشفه لكنه موجود.
رابع مشكلة، عقل المؤامرة يعاني وسواساً قهرياً ويشتبه في كل شيء وهناك دائماً شر متربص وخطة شيطانية للتحكم في العالم.
خامس مشكلة، لا شيء كما يبدو عليه، كل ما نشاهده فيلم أو مسرحية لتمرير أجندة خبيثة.
سادساً، التحامل، عقل المؤامرة متحامل ويوظف الحكم المسبق كحقيقة يجب الأخذ بها. أميركا نشرت الفيروس حتى لو جاء الفيروس من الصين فأميركا هي السبب، لو جاء من المريخ فأميركا السبب.
بالعربي: أنت قارئ لديك عقل تفكر به، تؤمن بالمؤامرة أو لا تؤمن بها فأنت حر في تكوين قناعاتك. هذا المقال لتبيان عدم قدرتي على تبني هذا الفكر لأنه غير علمي وغير نقدي، وبلا أدلة ويعجز عن تفسير أمور الحياة بالمنطق ويختزل مشكلات العالم في شيطنة أطراف يحددها بنفسه.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .