«كورونا».. وأعباء الأندية
لاشك أن الأثر الكبير الذي خلّفته جائحة «كورونا» سيزيد من أعباء الأندية والقائمين عليها، لاسيما الالتزامات المرتبطة بالعقود واتفاقات الرعاية والإعلان وغيرها، ما سيترتب عليه مسؤوليات وتبعات قد يكون بعضها مرهقاً وباهظ الثمن، الأمر الذي سيفرض على الجميع الحوار والتفاهم، في سبيل الخروج بحل ودي يسهم في تقليل الأضرار والخسائر قدر الإمكان.
- لابد من تنمية الموارد، واستغلال الممكنات المتاحة، بتعزيزها في مشروعات تُحقق استدامة مادية. |
صحيح أن الفيروس وباء على العالم، لكن دروسه وعبره كثيرة، إذ استفاق العالم من غفوة ظنها من أحلام علاء الدين، بعد أن سقطت تلك الغشاوة التي حجبت الرؤية عن الجانب الرمادي من واقعنا اليومي، بل أغوت الكثير بأوهام وقناعات فضحتها أحداث هذا الوباء. ولعل أنديتنا واتحاداتنا الرياضية قد أدركت مرارة المعاناة، والضرر الذي ستطول آثاره في حال لم تستخلص ما قد يفيدها وينفعها في ممارساتها وإجراءاتها التي كان، ومازال، معظمها اجتهادياً وارتجالياً من دون أساسٍ تستند إليه. كما لا يخفى على الجميع أن هذه المؤسسات تستقي دعمها وتمويلها من السلطة الحكومية المسؤولة، محلية كانت أو اتحادية، فهي بمثابة شريان الحياة الذي بسببه تنبض الأندية نشاطاً وحراكاً طوال السنة، بفضل الميزانيات، والصرف المستمر عليها الذي امتد لسنين طويلة، أوشكت على إكمال 50 سنة، وهي على الحال ذاتها من دون أن تبحث جدياً عن مصادر بديلة مساندة.
وعلى الرغم من الندوات والورش والمؤتمرات، التي أقيمت بهذا الشأن، إلا أن النتائج جاءت مخجلة ومحبطة، باستثناء ناديَي النصر والوحدة اللذين تبنيا مبادرات استثمارية فعلية لتنمية إيراداتهما، ونجحت بها إلى حدٍ كبير، بخلاف الآخرين الذي وقفوا متفرجين ومستندين إلى التمويل الحكومي فقط، لذا لابد من تنمية الموارد واستغلال الممكنات المتاحة بتعزيزها في مشروعات تُحقق استدامة مادية لتخفيف الضغط عن كاهل الحكومة، التي تحملت ما يكفيها طوال العقود المنصرمة.
وفي اعتقادي أن من بين المخرجات التي يجب أن تُركز عليها المجالس الرياضية، هو استحداث قطاع استثماري في هياكلها التنظيمية، يعمل على استثمار الموارد وتنميتها، وقد يكون أحد الخيارات المتاحة هو استقطاع نسبة شهرية من دفعات الأندية وتوجيهها لتبني مشاريع خدمية مشتركة ومرافق ذات عائد مجزٍ، يكون دخلاً إضافياً للمجالس الرياضية، ويضمن لها تأدية التزاماتها تجاه الأندية عند تأثر الدعم الحكومي في مثل هذه الظروف. لذا فإن التنظير في هذه المسألة سيفرض نفسه في الفترة المقبلة، لكن ما تحتاج إليه الساحة الرياضية هو حراك جدي بثوب المسؤولية والاهتمام، بعيداً عن الاستعراض والتسويف الذي لم نتحرك في محيطه شبراً رغم العواصف والأزمات التي مررنا بها في الماضي!
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.