الرهان على وعي والتزام الجمهور بالإجراءات الاحترازية
لا أملك أرقاماً دقيقة، لكن من خلال المؤشرات الواضحة، ومشهد الشوارع والمناطق شبه الخالية من السيارات، ومن خلال مشاهد التواصل عن بُعد التي انتشرت، فإن نسبة التزام المواطنين بإجراءات التباعد الاجتماعي، والابتعاد عن التجمعات العائلية خلال عيد الفطر السعيد كانت عالية جداً، ما ينم عن وعي حقيقي، وثقة واحترام تام لقرارات الحكومة، وهذا هو المعنى الحقيقي الرائع للمواطنة الإيجابية.
الرهان كان على وعي المواطنين، ومسؤوليتهم في مشاركة الجهات المختصة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، ونتيجة هذا الرهان كانت التزاماً من معظم الفئات، وبشكل مطمئن، خصوصاً أن الظروف صعبة للغاية على الجميع، فالعيد كان مختلفاً، وحزيناً، ويفتقد أهم عنصر من عناصر الفرح فيه، وهو التقاء الأحبة، وزيارة الأهل والأقارب.
ومع ذلك، كان الناس فرحين في التزامهم بالإجراءات الاحترازية، وحريصين على عدم كسر أي قرار متعلق بإجراءات الوقاية من الفيروس، فتباعدوا اجتماعياً، لكنهم تواصلوا إلكترونياً وتقنياً، لذلك تغير شكل العيد، لكن لم يتغير شعور الفرحة به، فكان عيداً سعيداً رغماً عن «كورونا»، ولعل أهم وأجمل فرحة لمسناها في هذا العيد، هي حرصنا على أن نحمي ونحافظ على من نحب ونبقيهم بصحة وسلامة بعيداً عن أي مكروه.
الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية والوقائية هو كلمة السر في نجاحنا لمواجهة الفيروس ومكافحته ومحاصرته ثم القضاء عليه، وهي ما نحتاجه خلال المرحلة المقبلة، بل نحتاج أن نتشدد فيها، ونحرص عليها، في كل وقت، وكل مكان خارج المنزل، فلنجعلها جزءاً من حياتنا، لا تنفصل عنا أبداً، فلنحرص على التباعد الاجتماعي، ولنحافظ على تلك المسافة الكفيلة بمنع وصول رذاذ الفيروس إلينا، ولنحرص كذلك على لبس الكمامة باستمرار، فهي الوقاية الحقيقية من فيروس كورونا وغيره من الفيروسات، ولننظف أيدينا باستمرار. إذا حرصنا على فعل كل ذلك فلا خوف علينا من «كورونا» ولا غيره، ونستطيع أن نعيش حياتنا، ونستمتع بها أيضاً، إلى أن تنفرج هذه الأزمة.
رهان الحكومة على وعي الجمهور مستمر، لذلك جاءت القرارات الحكومية الجديدة باستئناف الحركة الاقتصادية لفترة 17 ساعة يومياً، وفتح معظم الأنشطة تدريجياً، وفي ذلك تخفيف كبير على أفراد المجتمع، وتهيئة لهم لمعاودة حياتهم الطبيعية التي افتقدوها، ولكن هذا لا يعني أبداً التساهل والتهاون في الإجراءات الاحترازية المطلوبة، فاستئناف الحركة الاقتصادية مرتبط بشكل وثيق، غير قابل للتجزئة، بالالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة، والتي لاحظت من خلالها وجود مؤشرات إلى إمكانية انتقالنا من مرحلة الخوف التام من الفيروس إلى مرحلة إمكانية التعايش معه دون الخوف من انتشاره، شريطة التشديد على الالتزام بتلك الإجراءات.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.