ما يحك ظهرك إلا ظفرك
فقدت ملايين الوظائف في شتى أنحاء العالم من جراء أزمة كورونا التي ضربت الاقتصاد العالمي، وتركت آثارها السلبية في مشارق الدنيا ومغاربها، هذه الأزمة ضربت الصغير والكبير في آنٍ واحد، حتى الشركات الضخمة التي تبلغ أرباحها السنوية مليارات أخذت تشتكي في كل مكان من تردي الأوضاع الاقتصادية.
قبل أيام بثت قناة إخبارية لقاءً مع سيدة عربية اعتبرت قرار إنهاء خدماتها من إحدى الجهات الحكومية الاتحادية قراراً ظالماً وتعسفياً، وأخذت تتحدث عن إنجازاتها، والتفاني والإخلاص طوال فترة عملها السابقة، وعن الدور الكبير الذي أدته في وظيفتها، ثم ختمت المقابلة باعتقادها أن سبب إنهاء خدماتها قد يعود لما سمته نوعاً من الغيرة وخوف المديرين على مناصبهم بسبب خبراتها وتميزها عن غيرها من الموظفين!
من استمع إلى المقابلة سيعتقد للوهلة الأولى أن الموظفة المفصولة كان لها دور في إنجازات الجهة الاتحادية، خاصة بعد تطرقها لموضوع الغيرة وخوف المسؤولين من إمكاناتها واحتمال أن تصل في يوم ما إلى مكانة تهدد وظائفهم ومناصبهم الكبيرة، وهذا ما جعل الكثير من المتابعين يبحثون عن المعلومات الشخصية عن هذه السيدة لعل وعسى يمكنهم الاستفادة من خبراتها في جهات ومؤسسات أخرى.
تمثلت المفاجأة في أن الموظفة المفصولة موظفة عادية جداً، ولا تشغل أي منصب كبير، إذ تعمل منذ سبع سنوات في هذه الجهة الاتحادية، وأن موضوع إنهاء خدماتها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون متعلقاً بالغيرة ولا في خوف المديرين منها، بل إنه واضح جداً أن المسألة تتعلق بالآثار السلبية التي فرضتها جائحة كورونا، ما أدى إلى اتخاذ قرار فصلها، علماً بأن عقد العمل الخاص بها يتضمن إمكانية الاستغناء عنها في أي وقت.
رُبّ ضارة نافعة، ولعل هذا درس للعديد من الجهات التي تفضل توظيف غير المواطنين، ضاربة بعرض الحائط وجود كفاءات مواطنة وشابة تستطيع تحمل المسؤولية ليس في الوظائف البسيطة التي يمكن شغلها من أي كائن كان فقط، بل وحتى في الوظائف الأخرى التي تتطلب قدراً كبيراً من الخبرات والعلم والمعرفة. قيل سابقاً ونكررها دائماً: ما يحك ظهرك إلا ظفرك!
• هذه الأزمة ضربت الصغير والكبير، حتى الشركات الضخمة التي تبلغ أرباحها السنوية مليارات تشتكي في كل مكان من تردي الأوضاع الاقتصادية.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.