حديث الانتخابات 2020

بقي من الزمن 121 يوماً، حتى نعرف من سيفوز في سباق البيت الأبيض. وهي في العرف السياسي فترة طويلة جداً، لا يمكن تخمين نتيجتها، خصوصاً في الانتخابات الأميركية، والمزاج المتقلب للناخب هناك.

خرج كلام من أوساط الحزب الجمهوري بأن الرئيس دونالد ترامب قد يخرج من السباق طوعاً، لو شعر بأنه لن يفوز حتماً، وهو ما سارع المتحدث باسم حملته إلى نفيه. علينا أن نتذكر أن الأمور كانت مختلفة بنسبة 100%، منذ خمسة أشهر فقط، عندما كان الاقتصاد المنتعش ضمانة ترامب لأربع سنوات أخرى.

اليوم في يوليو.. لدينا وباء قتل قرابة الـ130 ألف أميركي، وغيَّر أسلوب الحياة، وأغرق الاقتصاد الأميركي، ولدينا جورج فلويد، الذي أشعل مقتله ثورة اجتماعية، أشبه بما حدث آخر الستينات.

فحتى أكثر مؤيدي ترامب حماسة يعترفون، اليوم، بأن فرصه في الفوز تضاءلت عما كانت عليه في فبراير، عندما كانت فكرة إعادة انتخابه أمراً مفروغاً منه لسببين: الأول الاقتصاد المنتعش آنذاك، والثاني مرشح ديمقراطي يصفه الرئيس بالنعسان، ولم يتمتع بشعبية في أوساط حزبه وقتها.

تعامل الرئيس مع أزمة «كورونا»، والتظاهرات، آذاه كثيراً، حتى قناة «فوكس» الإخبارية المفضلة لديه، قالت إن هناك إمكانية حقيقية أن يخسر الانتخابات. وفي استطلاع رأي أجرته «نيويورك تايمز»، تقدم المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق، جو بايدن، بـ14 نقطة، يعني 50%، مقابل 36% لترامب، ضمن فئة النساء.

لكن لنا عبرة بالانتخابات الأميركية عام 2016، عندما هتف العالم لـ10 أشهر متتالية أن الفائزة حتماً السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، ليفاجأ العالم، صباح يوم 3 نوفمبر، بملياردير العقار ونجم تلفزيون الواقع سيداً للبيت الأبيض. وهذا ما يثبت أن استطلاعات الرأي هي العلم الأشد فقراً إلى الدقة.

في منتصف أكتوبر 2016، نشرت قناة ABC استطلاعاً كشف أن كلينتون تقدمت بـ12 نقطة على ترامب، و20% في أوساط النساء وكانت فعلاً فائزة بالتصويت الشعبي، وكان هذا بعد المناظرة الأخيرة بينهما، لكن المجمع الانتخابي قرر ترامب رئيساً.

استطلاع «نيويورك تايمز» جرى بعد أيام قليلة من تجمع ترامب الانتخابي في تولسا، والذي راهن الرئيس على امتلاء مقاعده، لكنه لم يحظَ سوى بـ6200 متفرج، بينما مشاهدوه عبر التلفاز، ومنصات التواصل، وصلوا إلى 7.7 ملايين مشاهد، والرقم الذي أعلنته حملة ترامب 12 مليوناً - إن كانت الأرقام دقيقة - فذلك يعني أن التجمع لم يفشل.

كل شيء متوقع خلال الـ121 يوماً المتبقية، ولو أعلن بايدن امرأة من السود في منصب نائب الرئيس ليعزز حظوظه في أوساط النساء، فلن نستبعد، أبداً، تغيير ترامب نائبه مايك بنس، وتعيين امرأة هو الآخر من أوساط الأقليات، والأقرب الجمهورية نيكي هيلي، سفيرته السابقة في الأمم المتحدة، والتي يقال إنها تنوي الترشح للرئاسة عام 2024.

بالعربي: الفرق بين مناصري الحملتين الانتخابيتين أن مؤيدي ترامب يتمتعون بحماسة متقدة للرئيس وأكثر من نصفهم متحمس للتصويت له، بينما تنخفض النسبة عند مؤيدي بايدن إلى 27%، وبين هؤلاء وهؤلاء متأرجحون يقولون إنهم ليسوا متحمسين لبايدن.. لكن الرئيس الحالي لا يصلح للحكم.

Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

أكثر مؤيدي ترامب حماسة يعترفون، اليوم، بأن فرصه في الفوز تضاءلت عما كانت عليه في فبراير.