المطالبة بالحق لا تكون بسلوك باطل!
الحق لا يُطالب به بطريقة باطلة، فليس ذلك من عاداتنا ولا أعرافنا ولا تقاليدنا، وليس ذلك من تعاليم ديننا الحنيف، لم يحدث أبداً أن تعمّد أحد في هذه الدولة أن يلجأ إلى إيذاء نفسه للحصول على حق، أو لفت انتباه، إنه ليس الأسلوب الأفضل، ولا هو الأسلوب المعروف والمتعارف عليه، ولا أعتقد إطلاقاً أن هناك مشكلة، مهما بلغت تعقيداتها، يُمكن أن تحل بهذه الطريقة الغريبة والمؤذية!
نحن هنا لسنا في مدينة مثالية، ولا توجد مدينة مثالية في العالم كله، بالتأكيد لدينا أخطاء، ولدينا مشكلات اجتماعية، ولكن يجب علينا جميعاً ألا ننسى أننا نعيش في واحدة من أجمل وأفضل مدن العالم، رقياً ومكانة وسمعة وتنظيماً، ونعيش حياة كريمة لا تقارن مع حياة مليارات البشر، ومهما كانت مشكلاتنا، فإنها حتماً ليست كتلك التي يعاني منها مليارات البشر، ولدينا ألف طريقة وطريقة لحل مشكلاتنا، فلماذا يصرُّ البعض على البقاء في خانة نصف الكوب الفارغ، ولا ينظر بحمد وشكر وتقدير إلى نصف الكوب المليء بالخير والنعمة؟!
المطالبة بالحق سلوك مشروع جداً، تُقره جميع قوانينا، ويقره جميع المسؤولين، ولكن على كل إنسان في هذا المجتمع، وفي هذه الدولة، أن يعرف الطريقة المثلى للمطالبة بحقه، خصوصاً ونحن نعيش في وقت صعب، وظروف خارجية محيطة لم نعشها من قبل، يتكالب علينا الحاقدون، وينتظرون الزلة ليحولوها إلى قضية رأي عالمي، ويسعون خلف كل إنجاز لينالوا منه!
بالتأكيد دولتنا وقادتنا لا يُقيمون لهم وزناً، ولا يهتمون بصغائرهم التي يطرحونها، فقادتنا كبار في أخلاقهم وطموحهم ومشروعهم التنموي، ولكن علينا كشعب واعٍ ألا نعطي هؤلاء المتربصين أي فرصة للنيل من الدولة، واستغلال زلاتنا، ومثل هذه السلوكيات والتصرفات هي هدايا على طبق من ذهب لكل عدو وحاقد ومتربص، خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت سلاحاً خطراً في يد كل عاقل ومعتوه، يستخدمها البعض لمصلحة دولته ومجتمعه، ويستخدمها البعض سلاحاً ضد دولته، دون أن يشعر!
سلوك مُشين ذلك الذي قام به أحد الأشخاص، حيث تعمد إيذاء نفسه ليحصل على مبتغاه، ولأننا في دولة يحكمها قادة تملأ قلوبهم الرحمة والإنسانية، نظروا إليه من باب العطف فقط، في حين أن التصرف الذي قام به مُسيء لنفسه وعائلته ودولته، ولا نتمنى أبداً أن يفكر أي إنسان في هذه الدولة، ولو مجرد تفكير، بمثل هذا السلوك المستهجن، فهو جريمة في حق النفس، وجريمة في حق الدولة وسمعتها، وذنب عظيم يعاقب عليه الخالق يوم الدين، فلا شيء أعظم عند الله من إيذاء النفس!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.