كـل يــوم
ما الذي أزعجهم من الإمارات.. ولم يزعجهم من غيرها؟!
بعيداً عن المغالطات، والمهاترات، والمزايدات، وبعيداً عن «العنتريات»، والخطاب الثوري، الذي يتقنه كثيرون، ولا يتقنون غيره، رغم أنه عديم الفائدة.. الإمارات ليست الدولة العربية الأولى التي تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل، وهي حتماً لن تكون الأخيرة، هناك كثيرون تقاربوا، وتعاونوا، وتبادلوا العلاقات، وفتحوا أبوابهم على مصاريعها لإسرائيل، دون أن يحقق ذلك فائدة حقيقية للقضية الفلسطينية.
فالإمارات عندما فكرت في هذه الخطوة، لم تفعل ذلك من فراغ، بل فعلته بعد أن تلقت طلبات عدة، من دول عربية وإسلامية وعالمية، تطالبها بالتدخل لحل مشكلة وورطة عَزْمِ إسرائيل على ضم أراضٍ جديدة، في الضفة وغور الأردن، هذه المشكلة عجز الجميع عن إيجاد حل لها، العرب ودول الاتحاد الأوروبي، ودول العالم، جميعهم أدانوا ورفضوا، لكن رغم هذا الإجماع العالمي تقريباً، لإدانة الخطط الإسرائيلية، فإن إسرائيل لم تأبه لذلك، ولم تلتفت إلى تلك الأصوات، واستمرت في مخططاتها، في حين بقيت المواقف الدولية الرافضة محصورة في إطار الإدانات والتحذيرات، ولم تحرك ساكناً على الأرض، إلى أن تدخلت الإمارات، وفعلت ما لم يفعله العالم، واستطاعت أن تصنع الفرق، وتوقف خطط ضم أراضٍ عربية، فما الذي يزعج أصحاب النظر القصير والمتحزبين في ما حدث؟!
غريب جداً أن تتعرض الإمارات لانتقادات من حكومات وإعلام دول، سبقتها بعشرات السنين في ترسية وترسيخ علاقات مع إسرائيل.. فما الذي يزعجها في خطوة الإمارات، ولم يكن يزعجها حينما تبادلت الوفود والاستثمارات والتجارة والعلاقات الكاملة مع إسرائيل؟!
فالمشكلة ليست في الاتفاق إذاً، بل المشكلة في قلوبهم المملوءة بالحقد والكراهية لكل خطوة تقوم بها الإمارات، وهذا ليس بغريب عليهم أبداً، وهذا لن يوقف الإمارات عن تقدمها وتطورها، وعن استراتيجياتها وسياساتها التي تراعي مصالحها، ومصالح شعبها في المقام الأول، شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى، فالإمارات دولة ذات سيادة، ولها قادة يعرفون تماماً ماذا يريدون، وكيف يصلون إلى ما يريدون في الوقت الذي يريدونه!
منذ قيامها.. وضعت الإمارات مصلحة الشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياتها، وقد يتجاهل نظامهم الآن كل الدعم والمساندة الإماراتية، لكن الحقيقة واضحة وبيّنة ولا نحتاج إلى أن نثبتها، وموقف الإمارات السياسي لن يتغير إطلاقاً تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتزعزع، ولن يتلون كذلك، فهي تؤمن بعدالة القضية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، والمواقف السياسية لا علاقة لها بمواقف التعاون وتبادل العلاقات التكاملية، ليست الإمارات وحدها التي تفعل ذلك، بل الفلسطينيون والعرب أنفسهم يفعلون ذلك، ولا ضير أبداً في هذا الأمر!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.