كـل يــوم
زيادة الحذر من «كورونا» واجبة..
فيروس «كورونا» في الإمارات تحت السيطرة.. هذه حقيقة تثبتها الأرقام والإحصاءات، ويثبتها الوضع الميداني في المستشفيات، ومن دون شك فإن هذه النتيجة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج عمل وجهد متواصلين، لفرق عمل كثيرة بذلت مجهودات جبارة، وواصلت العمل ليل نهار لمكافحة الفيروس ومحاصرته وتقليل انتشاره.
وبالتزامن مع جهود محاصرة فيروس كورونا المستجد، بالإجراءات الاحترازية، والقرارات التنظيمية، هناك جهود أخرى تبذلها الدولة، بالتعاون مع الصين، لإنتاج لقاح دائم ضد الفيروس، يقضي عليه تماماً، ويعيد حياة البشر إلى ما قبل عصر «كورونا»، والأخبار حول الإجراءات والنتائج الأولية للمراحل الثلاث لهذا اللقاح جميعها مفرحة ومبشّرة، وتدعو إلى التفاؤل والبهجة، وتبشّر بقرب مرحلة القضاء على هذا الفيروس، وانقضاء هذا الكابوس المزعج.
لكن حتى الإعلان رسمياً عن نتائج المرحلة الثالثة من لقاح «كورونا»، واعتماده دولياً، لابد أن يضاعف كل منّا حذره والتزامه بالإجراءات الاحترازية، فالتهاون فيها، وإعطاء النفس شعوراً مزيفاً بالارتياح التام، وممارسة الحياة بكل تفاصيلها من دون مراعاة وجود الفيروس؛ أمر خطير جداً، قد يرجعنا مئات الخطوات إلى الوراء، وبالتأكيد لا يرغب ولا يتمنى أيّ منّا أن نعود مرة أخرى لحياة الخوف والحجر وتقييد الحركة.
وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن العويس، كشف، قبل أيام عدة، عن زيادة نسبة الإصابات بين المواطنين 30%، ما سبّب امتعاض البعض، وغضب البعض، من دون أن يتفكروا في الأسباب، وبكل تأكيد فالعويس لا يقصد إطلاقاً التصريح أو التلميح بعدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، هو يعرف، وجميعنا يعرف، أن المواطنين هم أشد حرصاً والتزاماً بكل التعليمات والقرارات والإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة، وأجزم عن يقين تام بأنه من المستحيل أن تجد مواطناً يمشي في مكان عام من دون أن يضع كمامة على وجهه.
المشكلة تكمن في بعض العادات الاجتماعية التي تخصنا كمواطنين، فنحن نقدس التجمعات العائلية، ونعشق الالتقاء العائلي الأسبوعي، وهذا من دون شك سلوك اجتماعي جميل، وفيه الكثير من الإيجابيات والترابط، ولا نود أبداً أن نستغني عن هذه العادة المحمودة، إلا أنها في هذا الوقت تحديداً تحولت إلى عادة خطرة جداً، إن تمت من دون أخذ الحيطة والحذر والالتزام التام بتعليمات التباعد الجسدي.
ما حدث هو انتشار الشعور الإيجابي بانحسار الفيروس بين العائلات، ما جعلهم يتبادلون القُبل والأحضان والسلام مجدداً، وتسبب ذلك في دخول الفيروس إلى بيوت كثيرة، وانتشاره بين العائلات بأعداد كبيرة، فهناك عائلة مواطنة من 26 فرداً أصيبت جميعها بالفيروس في إمارة من إمارات الدولة، وهناك عائلة أخرى في إمارة أخرى أصيب فيها 16 فرداً بالفيروس، ولاشك أن هذا الأمر مؤسف للغاية.
وزير الصحة تحدث من موقع مسؤوليته، وهو على دراية تامة بالأرقام والإحصاءات، لم يسئ إلى أحد، ولم يوجه اتهاماً إلى أحد، بل حذر وفقاً لمؤشرات تملكها الجهات المعنية، وطالب فقط بزيادة الحرص والحذر لجميع أفراد المجتمع بشكل عام، وللمواطنين بشكل خاص، ولا شيء في ذلك يدعو إلى الغضب، بل علينا أن نحافظ على أنفسنا وأهالينا، وأن نحاول قدر الإمكان إبعاد الفيروس عن بيوتنا وعن كبار السن من آباء وأمهات وجدات، فسلامتهم أولوية، وعلينا أن نحرص كل الحرص عليها.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .