تأكد أولاً
ما المناطق ذات العائد الاستثماري المناسب في دبي حالياً؟ وهل يفضل إدراج نسبة العائد الاستثماري المضمون بعقد الشراء أم لا؟
سؤالان وجههما إليَّ أحد الحضور، خلال جلسة ثقافة عقارية، قمت بتنظيمها الأسبوع المنصرم عن بُعْد، عبر تطبيق «زووم».
في الواقع، كان هدفي الأول من تنظيم تلك الجلسة هو إنارة عقول شبابنا، وإطلاعهم على بعض المفاهيم العقارية المتداولة في القطاع، لتعزيز الوعي لديهم، وإزالة اللبس لبعض المفاهيم التي كانوا يتداولونها بطريقة خاطئة، مع منحهم فرصة لطرح استفساراتهم، وما يريدون معرفته عن القطاع العقاري. وفي الحقيقة وردني الكثير من الأسئلة، التمست فيها توافر الكثير من الوعي العقاري لدى البعض، وغيابه عند البعض الآخر، وبين التوافر والافتقار، التمست تعطّش كل فرد لمعرفة واكتشاف المزيد من الخبايا عن القطاع العقاري، ما دفعني لتكوين مجموعة من الأهداف بدل الهدف الواحد، لأخصص المزيد من الجلسات في المستقبل، علّني أكون بذلك قد أسهمت، ولو بجزء قليل، في تعزيز نشر الثقافة العقارية، وتحقيق المستوى المطلوب من ذلك الوعي الذي نرغب فيه بالسوق.
من مجموعة تلك الأسئلة، والتي كان معظمها أسئلة هادفة، جذبني السؤالان في أول سطر من الموضوع، وارتأيت مشاركتهما معكم اليوم، كونهما موضوعين شائعين في السوق، أما عن السؤال الأول المتعلق بالمناطق ذات العائد الاستثماري المناسب في دبي، فيمكن القول إن معظم المناطق السكنية في دبي لها عائد استثماري مناسب وخاص بها، بغض النظر عن نسبة التفاوت بين منطقة وأخرى، لأن الموقع الجغرافي للمنطقة بحد ذاتها، ونوع الوحدة العقارية ومساحتها، ونوعية المرافق الخدمية والترفيهية المحيطة بها ومستوى الطلب عليها، تلعب دوراً في تحديد نسبة العائد، لذلك دائماً ننصح بدراسة المنطقة ومستقبلها جيّداً قبل الشراء.
أما السؤال الثاني، المتعلق بإدراج نسبة العائد الاستثماري المضمون بعقد الشراء، فهناك شقان للإجابة عنه: أولا إذا كانت نسبة العائد معقولة وغير مبالغ فيها، وتتماشى مع نسبة العائد المُتّفق عليه في السوق، والمُقدّرة بما بين 3 إلى 8%، فيتم ذلك على حسب الاتفاق بين المطور والمشتري.
ثانياً: إذا كانت نسبة العائد مبالغاً فيها وتتجاوز الحدود المعقولة، فهنا كلام آخر، وللأسف هذه الظاهرة انتشرت كثيراً في السوق، خلال الفترات الأخيرة، من بعض ضعاف النفوس الذين لا يثقون بقدراتهم على التسويق، فيستعملون نسبة خرافية للعائد كطعم لاصطياد المشترين، وكم من مشترٍ ومستثمر شربوا من هذا المقلب، وراحوا ضحية وعود كاذبة لا صلة لها بالواقع.
بشكل عام، وبصريح العبارة أقول لكل باحث عن العقار: لا يوجد ما يسمى العائد المضمون للاستثمار، لأن السوق خاضعة للعديد من التقلبات، لاسيما التقلبات الاقتصادية، التي تؤثر في العوائد الاستثمارية بشتى أنحاء العالم، وليس دبي فقط، لذا لا تغرك نسبة العائد الزائفة.. وتأكد أولاً قبل أن تقع الفأس في الرأس!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
لا يوجد ما يسمى العائد المضمون للاستثمار، لأن السوق خاضعة للعديد من التقلبات.