كـل يــوم
التشديد على مخالفي الإجراءات الاحترازية ضرورة!
منتهى اللامبالاة والإهمال في تصرفات البعض.. أحدهم يخرج من الحجر وهو مصاب بالمرض، يصوّر نفسه ويضع الفيديو على «السوشيال ميديا»، يعترف بإصابته بالمرض، ويذهب إلى شراء «القهوة»، ويختلط بأفراد المجتمع، دون مراعاة أو خوف على صحتهم وحياتهم، وكثير من المطاعم والمحال التجارية تتراخى بشكل ملحوظ في إجراءات التباعد الجسدي، بل وتتعمد إضفاء أجواء الإثارة سواء بالرقص والغناء، أو بالتنزيلات الضخمة لجذب الجمهور وخلق التزاحم!
هؤلاء لا يجب السكوت على ممارساتهم إطلاقاً، وما قامت به السلطات المختصة من إعادة هذا المريض إلى الحجر، وتغريمه 50 ألف درهم، وإغلاق مقاهٍ، وتغريم مطاعم ومحال تجارية، وتفعيل المخالفات عليها، إجراء صحيح، نتمنّى أن يطبق على كل مخالف حتى يرتدع الجميع!
منحنى أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في الإمارات يتصاعد بشكل غريب ومقلق، إذ وصل إلى أرقام لم تشهدها الدولة منذ أربعة أشهر، ويتزايد يومياً بمعدلات ليست بسيطة، وهذا ما استدعى تدخل الحكومة، التي أعلنت تشديد وتفعيل لائحة العقوبات الخاصة بالتهاون وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وكسر البروتوكولات الصحية!
الزيادة في معدلات الإصابة تتطلب من الجميع وقفة مع النفس، إذ منذ شهر واحد فقط، تم تسجيل 179 إصابة فقط، ليرتفع هذا الرقم خلال شهر واحد إلى أكثر من 1000 حالة إصابة، بمعدل زيادة يفوق الخمسة أضعاف، وهو أمر مؤسف ومحزن ومقلق للغاية!
كثيرون يتحملون مسؤولية ذلك، كثيرون من أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، وكثيرون من أصحاب المحال والمراكز التجارية، والمرافق العامة، وبعض المؤسسات التعليمية الخاصة، وكثيرون من اللامبالين والمتراخين وغير الجادين في التعامل مع وضع الفيروس، الذي لايزال منتشراً ومؤثراً وسريع الانتشار!
ووفقاً لدراسة أعدتها الجهات المختصة في الدولة، لمعرفة أسباب هذه الزيادة عن كثب ومعرفة أنماطها، توصلت إلى مجموعة من العوامل، أدت إلى ارتفاع منحنى الإصابات للأعلى، أبرزها وأهمها تساهل الأفراد في الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل: التباعد الجسدي، والاستمرار في الزيارات والتجمعات، سواء في المنازل أو المطاعم، وإقامة المناسبات العائلية بحضور عدد كبير من المدعوين، بما يخالف أبسط إجراءات السلامة، ما نتج عنه العديد من حالات الإصابة بسبب المخالطة!
وثاني هذه العوامل يكمن في عدم التزام بعض مراكز التسوّق والمحال التجارية والمرافق العامة بالإجراءات الاحترازية، حيث شاهدنا جميعاً فيديوهات مصورة لحالات الزحام والتدافع في بعض المطاعم والمحال التجارية، وبشكل صادم، ما يستدعي الآن تشديد العقوبات، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه هذه التصرفات.
هذه الأسباب مجتمعة، إضافة إلى أسباب أخرى، مثل: تغاضي بعض الأشخاص عن فحص الأعراض المرضية التي تظهر عليهم، والخروج، ومخالطة الآخرين، تصبّ جميعها في خانة واحدة، خانة الإهمال والتراخي واللامبالاة بالإجراءات الاحترازية، لذلك فلا سبيل لوقف هذه الممارسات إلا بتشديد المخالفات وتفعيلها بشكل كامل، فحملات التوعية، وإن كانت فاعلة وناجحة، إلا أن هناك فئة من الناس لا ترتدع إلا بالعقوبة والمخالفات، والوقت قد حان لردعهم!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .