الخطر الأكبر

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، إن الدين من أهم الثوابت لدى البشر، وهو النبراس والبوصلة ونهج الحياة وما بعد الحياة، وكما قال الشاعر الكبير محمد إقبال:

إذا الإيمان ضاع فلا أمانَ، ولا دنيا لمن لم يُحي دينا

ومَن رَضِيَ الحياة بغير دِين فقد جعل الفناء لها قرينا.

ولكن يبدو أن الكثير من الشباب الآن لديهم اتجاهات مختلفة، حيث إن هناك كماً كبيراً جداً من مواقع الإنترنت وقنوات الـ«سوشيال ميديا» التي تروج وتدعو إلى الإلحاد، ويديرها عرب يتفاخرون بإلحادهم والخروج من عباءة الدين.

لا يمكن تحديد عدد الملحدين بدقة في العالم العربي، حيث إن هذا الموضوع من أشد الموضوعات حساسية وخطورة، لكن بحسب جهات، مثل هيئة الإذاعة البريطانية، وتصريح للأستاذة بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير، يمكن تخمين العدد في حدود تسعة إلى 12 مليون شخص أغلبهم من الشباب.

في محاولتي لفهم الموضوع، وجدت مبدئياً أنه في غاية التعقيد، وخطر جسيم يحتاج إلى بحث علمي، وكذلك إلى تغيير جذري في الفكر والقناعات وطرق التعامل مع هذه الكارثة التي تؤدي بالثروة البشرية المنتجة في وطننا العربي إلى الاضمحلال والدمار.

بداية لم أعثر على عالم متخصص لديه القدرة على الحوار والإقناع، فكل علماء الشريعة يستعينون بالقرآن والكتب السماوية في إقناع الشباب، في حين أنهم لا يعترفون بصحة هذه الكتب أصلاً، ثانياً هؤلاء الشباب، ومَن وراءهم، يركزون على القضايا الجدلية التي بها اختلاف، إذن المطلوب وجود علماء دين وعلماء في علوم الفيزياء والكيمياء والنفس، لديهم القدرة على الحوار العقلاني وعلى قدر كبير من الثقافة العامة والاطلاع.

ثالثاً: الموضوع ليس فقط الإلحاد، فهناك فئات عدة هنا، الفئة الأولى هي الملحدون الذين ينكرون وجود الخالق عز وجل، وينكرون الحياة بعد الموت والأديان جميعاً، الفئة الثانية: اللادينون وهم المؤمنون بوجود الخالق، وأنه من قام بالخلق وتنظيم الكون، لكنهم ينكرون الأديان والحساب والعقاب والحياة ما بعد الموت، الفئة الثالثة: اللاأدريون وهم يقولون نحن لا ندري هل يوجد إله أم لا، وكل فئة تحتاج إلى منطق مختلف في الإقناع.

إن الطريقة التي يتم بها التعامل مع هؤلاء الشباب تزيد من عنادهم وإصرارهم على غيهم، وقد راوحت ما بين الدعوة إلى قتلهم بحكم الردة، أو حبسهم بتهمة ازدراء الأديان، وبالطبع يرفض الكثير سماعهم وإقناعهم بالحجة والبرهان.

إن الكثير من هؤلاء الشباب على درجة عالية من الثقافة، ولكن ليست لديهم خبرة في الحياة، وللأسف تأثروا بالفتاوى الشاذة والمريبة، وكذلك بأفعال وتصرفات الجماعات المتطرفة وشيوخ الإفك والتطرف.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

كمّ كبير جداً من مواقع الإنترنت وقنوات الـ«سوشيال ميديا» تروّج للإلحاد، ويديرها عرب يتفاخرون بإلحادهم.

الأكثر مشاركة