طموحات فتى صغير.. أثبتت ألا مستحيل
بين «البدايات المتواضعة» ومعانقة الأحلام عالياً في الفضاء.. رحلة عمل جادة وطويلة وصعبة، عنوانها العمل والتفاؤل والطموح والأمل والإيجابية، وبطلها فتى صغير طموح وحالم ومندفع نحو المجد بقوة.
عاشق للخيل والصحراء، ومن يعشقهما يعشق المجد والشموخ والسرعة والصبر.
القائد الاستثنائي المسطّر لقصص نجاح متفرّدة.. بدأ من بناء الذات إلى بناء الوطن، وفي جميع مراحل بناء دولة حديثة تسير بثبات نحو التطور العلمي والتقني، وصناعة أيقونة عالمية تُسمى «دبي»، كان اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشخصه ورؤيته حاضرة بقوة.
لا أنسى أبداً ما رواه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن رحلته الأولى إلى العاصمة البريطانية لندن، كان طفلاً صغيراً، برفقة والده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، هذه الرحلة تحديداً كانت بداية حقيقية لرسم طريق الأحلام، ورفع سقف الطموحات، فقد انبهر ذلك الطفل الصغير بالمباني والطرق والسيارات، لقد رأى مدينة حضارية متقدمة ومتطورة، في وقت كانت فيه مدينته القابعة في صحراء قليلة الموارد، تعيش بداياتها المتواضعة، بإمكاناتها البسيطة، إلا أنه كان يفكر ويحلم ويرسم في الوقت ذاته، مستقبلاً باهراً بدأه في مخيلته ثم حوله إلى واقع ملموس تراه العين.
عندما وطئت قدماه لندن.. ردّد بذهول وبصوت خافت كلمات لم يسمعها سواه: «هل سيكون لدينا مطار مثل هذا.. وهل سنبني يوماً مباني ضخمة مثل هذه المباني.. وهل سيكون لدينا شوارع مسفلتة ومريحة، وطرق واسعة للسيارات مثل هذه الشوارع التي أراها؟!»، لم يكن حينها يمتلك الإجابة، لكنه امتلك الطموح والأمل وقوة البأس التي أهلته لاحقاً لبناء حلمه والوصول إليه.
وحول هذه الرحلة قال سموه، في تغريدة له على موقع «تويتر»: «كنت في العاشرة من عمري، عندما وقفت لأول مرة في مطار هيثرو بلندن مذهولاً من حجمه، ومن عدد الطائرات والبشر في المطار. وقبل سنوات عدة، ظهرت الصحف البريطانية بعنوان عريض (مطار دبي يتخطى مطار هيثرو).. تعلمت بأنه لا يوجد حلم مستحيل».
نعم لا مستحيل في حياة محمد بن راشد، فما رآه من تطور في لندن، إضافة إلى زيارته مع والده المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في ستينات القرن الماضي إلى مدينة نيويورك، والتقاطه صورة أمام مبنى «الإمباير ستيت»، وكان وقتها أعلى ناطحة سحاب في العالم؛ زرع في نفسه تحديات جساماً، ورفع طموحه إلى أعلى سماء.
كان وقتها يشعر بفرح وسرور كبيرين، لأنه في ذلك الوقت أحد القلائل جداً من أهل المنطقة الذين سنحت لهم مثل هذه الفرص العظيمة، زيارة مدينة مثل لندن، ومدينة عالمية مثل نيويورك، والوقوف أمام برج شاهق يمثل عظمة أميركا، ولم يكن يخطر في بال محمد بن راشد يوماً أنه بعظمته وقوة طموحه، سيحوّل موقع أعلى مبنى بناه الإنسان على الأرض من نيويورك إلى قلب مدينته دبي، بل إنه الآن يمر على ذلك البرج الشاهق ليلاً ونهاراً، دون أن يلتفت إليه، لأنه أصبح إنجازاً من الماضي، خطوة بناها وانتهى منها، وهو يفكر الآن في خطوات أكبر وأعظم.
نعم لقد استطاع بناء مدينة حديثة، واستطاع تشييد أفضل وأرقى شوارع وطرق العالم، وأكبر مطار في العالم من حيث المسافرين، وأعلى برج في العالم، وطموحاته لم تكن فقط على الأرض بل إنها ستصل قريباً إلى المريخ، عبر مسبار «الأمل»، وإلى القمر عبر المستكشف «راشد».
محمد بن راشد.. لست وحدك من تعلمت أنه لا يوجد حلم مستحيل، بل إنجازاتك وطموحك واسمك علّمت العالم بأسره، بأنه لا يوجد حلم مستحيل.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .