معنى البيانات في 2021
الأسبوع الأخير من عام 2020، هذا الرقم الذي لن ُيمحى من الذاكرة، وجعل للرقم 20 دلالات أخرى لدى كل واحد منّا، وفي «#لحظات_البيانات» الأخيرة من هذا العام، أشارككم قراءتي لمجموعة أدوار، أرى أن البيانات ستلعبها في حياة الأفراد والمؤسسات خلال العام الجديد، وذلك بالربط بين البيانات وأدوارها المختلفة من خلال الأدوات المتاحة في عملنا بدبي الذكية، أو في منظومة العمل الحكومي، أو حول العالم.
وقد اخترت أن تكون سطور نهاية العام، بداية مستبشرة بحياة يُمكن للبيانات أن تُسهم في إعادة فهمها، وإعادة انطلاقها بشكل أكثر كفاءة وإنتاجية وإيجابية في العالم الجديد الذي فرضته أزمة مثل «كوفيد-19».
فأُسرتنا وعملنا كانا موجودين طوال السنوات الماضية، لكن في ظروف الجائحة، خصوصاً الإغلاق والعمل والدراسة عن بُعد، أعدنا اكتشاف الحياة وتعريف علاقتنا بمحيطنا، فقد تمهلنا وتعمّقنا بعلاقاتنا الأسرية، واكتشفنا جوانب عميقة ومليئة بالذكريات الطيبة والاستمتاع، وهذا يُشبه الدور الذي أرى أن البيانات يمكن أن تلعبه في العام الجديد، لو تعرّفنا إلى مجموعة بياناتنا عن قرب وبتعمّق.
ولذلك أرى أن أهم التوجهات لدور البيانات والتقنيات والتطبيقات المتصلة بها في العام الجديد، هو أنها ستكون فرصة لا تعوّض لإعادة تعرّف المؤسسات، حكومية وخاصة، إلى عُملائها واحتياجاتهم بتوظيف علوم البيانات، ولا يقل عن ذلك أهمية إعادة فهم العلاقة الطويلة بين العُملاء والخدمات التي تُقدمها أي جهة، وبالتالي سيكون لمنصات علوم البيانات مثل منصات فهم العُملاء (Customer Data Platforms)، وغيرها من الحلول المشابهة، دور متنامٍ خلال العام الجديد.
وذلك يُشبه سعي المؤلف، جيم كولينز، في كتاب «من جيّد لعظيم» عبر فريقه البحثي، إلى فهم كيف تحوّلت الشركات الجيدة إلى عظيمة، ولماذا لم تتمكن غيرها. أرى أن لدى كل مؤسسة فريقاً بحثياً مستعداً ليعطيها فهماً لما هو جيد لديها، وفهماً أهم لما يحتاج إلى التطوير لتكون «عظيمة».
فما يُمكن أن يُحدث فارقاً في أدائنا كأفراد ومؤسسات خلال العام الجديد، هو الاستفادة مما لدينا من بيانات (معطيات) لنعيد التعارف مع أنفسنا ومؤسساتنا وأدوارنا وذلك من فئة السهل الممتنع. لذلك على قادة الرقمنة النظر لمنصاتهم المختلفة في المؤسسة من ناحية قدرتها على استقبال البيانات، وكيفية تصنيفها ومدى قدرة هذه المنصات على منح ميزة التحليل المتقدّم لهذه البيانات.
ما يجعلني واثقاً في نهاية هذا العام، هو أننا تمكنا مع شركائنا الحكوميين وفي القطاع الخاص، من بناء منظومة تشريعية وسياسات وضوابط أخلاقية ومنصات، تتيح التوظيف الأمثل للبيانات والانتقال بدورها من محطة لأخرى للارتقاء المستمر بحياة الإنسان في دبي. ولذا أشكر كافة القيادات التي آمنت بدور البيانات وفرق البيانات بالجهات الحكومية وفريق دبي الذكية، الذين جعلوا معاً، للبيانات دور هام في فهم ما يتطلبه التوازن والتعافي في 2020، وسيجعلونها فرصة لإعادة تعريف الأدوار والخدمات والانطلاق نحو مساحات جديدة من الإنجاز في 2021.
مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية» المدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.