كـل يــوم
سائقون يعانون ازدواجاً في الشخصية!
عندما تقرر شرطة دبي أن تطلق حملة توعوية، تتمحور حول إفساح الطريق أمام السائقين على المسار السريع، فهذا ليس شيئاً مبالغاً فيه، بل لها كل الحق في ذلك، لأن هناك كثيراً من السائقين، إلى يومنا هذا، لا يدركون أن السير على المسار السريع بسرعة بطيئة، هو مخالفة مرورية تستحق غرامة 400 درهم، وأربع نقاط سوداء في الملف المروري!
نعم هناك من يعتقد أنه يمتلك حقاً مطلقاً في السير أينما شاء، بالسرعة التي يراها مناسبة، وهناك من يعتقد أنه يمتلك الطريق بشكل شخصي، وكأنه ملكية خاصة له، ومهما سمع من تنبيهات فإنه لا يمكن أن يفسح الطريق، ولا يمكن أن ينتقل إلى مسار آخر ليعطي غيره الفرصة في استخدام المسار بالسرعة اللازمة، بل إن هناك من يغضب ويصرّ على العناد، ويتمسك بعدم التحرك من مكانه، لو تجرأ أحد خلفه وأعطاه تنبيهاً بإفساح الطريق، مع العلم أن قانون السير والمرور يعتبره مخالفاً ويستحق الغرامة!
ليس من حق أحد أن يغلق المسار السريع، حتى لو كان يسير بالسرعة المحددة للطريق، هكذا يقول القانون، كما أنه ليس لأحد الحق في ارتكاب مخالفة أخرى، بحجة تنبيه السائق الذي يقود مركبة أمامه كي يفسح له الطريق، أيضاً هكذا يقول القانون، فالاقتراب كثيراً من المركبة الأمامية وعدم ترك مسافة كافية مخالفة مرورية تستحق الغرامة، لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مشكلة أو حادث تصادم، وفي هذه الحالة تحديداً فإن كلا السائقين يستحقان المخالفة والغرامة، فليس من حق أحد أن يطلب تطبيق القانون بسلوك يخالف عليه القانون!
الغريب أن هناك نوعية من السائقين، وكأنهم يعانون ازدواجاً في الشخصية، فإذا كان هو من يقود مركبته على المسار السريع فإنه يرفض تماماً تغيير مساره وإفساح الطريق لغيره، بل يصرّ على البقاء في المسار السريع بطريقة «منرفزة»، وهو نفسه تجده يتصرف بعصبية شديدة إن وجد سيارة أمامه تسير على المسار السريع، فيلتصق بها بشدة، ويحدث فوضى وإزعاجاً، وربما يتجاوز ذلك إلى إشارات باليد وصراخ ليلفت نظر من أمامه كي يفسح له الطريق، أمر غريب حقاً، وللأسف هناك كثيرون من هذه النوعية تحديداً!
نتمنّى أن يصل صوت شرطة دبي إلى أكبر قدر من السائقين، وباللغات المختلفة، فالطريق ليس ملكاً لأحد، بل هو حق للجميع، وعلى الجميع الالتزام بقواعد وقوانين السير والمرور التي أقرتها السلطات المختصة في الدولة، وعليهم جميعاً أن يدركوا أن قيادة المركبات أخلاق وفن، والطريق ليس ساحة للعراك أو الصراخ، هناك قانون، وهناك سلطة رسمية تعاقب بالقانون في حالة وجود المخالفات، وعلى الجميع الالتزام!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.