متفرقات
رأيت رجلاً في المقهى ممسكاً بصحيفة يقرأها وكان منظراً غريباً في زمن كوفيد أو ما بعد كوفيد، سمّه ما شئت. ظللت مبحلقاً في المنظر الغريب أمامي والذي كان عادياً منذ سنتين فقط، فكما نعلم قد توقفت كل المقاهي عن الاشتراك في الصحف بسبب كوفيد، وجولة واحدة في المكتبة ستجد خلالها انخفاضاً كبيراً لأعداد الصحف الورقية الموجودة على الأرفف.
كلنا نعلم الأسباب ولا داعي لإعادة ذكرها وتفصيلها، أساساً لم يعد أحد يهتم بالأخبار المطبوعة، وأكاد أجزم بأن ابني لن يعرف ما هي الصحيفة بعد 10 أعوام من اليوم إلا لو ثقف نفسه في التاريخ والمعلومات العامة! هذا واقع وليس تشاؤماً.
*****
هل توقف العالم؟ سؤال غريب فعلاً، لكن لو أردت التأكد قارن بين عناوين اليوم وما حدث منذ عام فلن تجد الفرق كبيراً، لأن كوفيد هو بطل الأحداث، كان حديث الساعة ومازال. هذا على الصعيد المحلي.
عالمياً، ماذا حدث منذ أن وصل الرئيس جو بايدن إلى سدة الحكم في واشنطن؟ هل صنع بايدن قراراً واحداً زلزل العالم أو مثيراً للجدل كما فعل ترامب؟ تابعت بايدن أول أيامه فأصبت بملل شديد، فتركته شهراً وعدت إليه فوجدته لم يتقدم قيد أنملة، فتركته شهرين وعدت إليه مجدداً فلم أجد قراراً واحداً مهماً، فقررت تجاهله والعودة إليه العام المقبل لعلني أقرأ شيئاً مهماً!
وهذه تحدث لي للمرة الأولى منذ بدأت قراءة الأخبار بانتظام عام 2000. البعض يقول لي إن العالم لم يتوقف، ولكن أنا الذي مللت الأخبار. أقول لا بأس ربما هذا صحيح، ولكن ماذا فعل سيد العالم حتى الآن لنهتم؟ حتى الآن لم يستطع أحد الإجابة على سؤالي هذا!
أهم خبرين في ستة أشهر (معظم أخبار بايدن بروتوكولية) هما: خبر عرقلة الجمهوريين تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث الكونغرس، وخبر ميزانية ستة تريليونات التي اقترحها بايدن لإصلاح الاقتصاد الأميركي. والأول متعلق برئاسة ترامب! أليس هذا غريباً! أهم خبر في ستة أشهر يتعلق بالرئيس السابق!
ولا تقل لي تدخل الولايات المتحدة في غزة خبر مهم، لن يحدث شيء، هذه سذاجة، بايدن امتداد لأوباما وسيدير النزاع ولن يحل شيئاً.
*****
لا أفهم تغزل الكثيرين في الكتاب الورقي ويتحدثون عن ملمسه ورائحة الحبر! شخصياً ندمت على كل كتاب ورقي اشتريته في آخر ثلاثة أعوام. الأثر الوحيد الذي تركه كوفيد عليّ هو اتجاهي إلى العالم الرقمي أكثر من أي وقت مضى.
الكتاب الإلكتروني أفضل من الورقي وعملي وأرخص وأنظف للبيئة، وأسرع في الوصول إلى الصفحة المطلوبة، ولا تحتاج مساحة لتخزينه، لأن مكتبتك الرقمية بأكملها على جهازك الذكي.
ولست حتى بحاجة إلى مؤشر ليحفظ لك الصفحة، فهو موجود بلمسة إصبع. لا تهمني مبيعات الكتاب الورقي ولا أجد ذكاء في الذهاب إلى مكتبة للبحث عن كتاب قد لا يكون موجوداً. ابحث عنه وحمِّله في ثوانٍ بسعر مناسب، وإن لم يكن موجوداً فاعلم أن الناشر مثل ساعة رملية في العصر الرقمي!
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.