كـل يــوم
«كورونا» يتحوّر من فيروس إلى أداة سياسية!
أصبح من الواضح جداً أن فيروس كورونا تحوّر من جديد، ولكنه هذه المرة تحوّر من مرض مُعدٍ إلى أداة سياسية عند بعض الحكومات، وأصبح واضحاً استخدام هذه الدول لفيروس «كورونا» كأداة سياسية، ووسيلة جديدة «مشروعة» ظاهرياً، لخدمة وتنفيذ أجندات اقتصادية وسياسية «غير مشروعة» باطنياً، وكأنهم لم تكفهم أضرار هذا الفيروس التي ألحقها بكافة شعوب العالم قبل حكوماتها، لكن على ما يبدو أن هناك دائماً من ينتهز الفرص بشكل بعيد عن الأخلاق والإنسانية بشكل عام، وعن قيم ومبادئ المجتمع الدولي، وأسس العلاقات الدولية على وجه الخصوص.
الإمارات إحدى هذه الدول التي تتعرض لحملات ضخمة تقف وراءها دول مختلفة، حملات مكثفة للتشكيك في نجاحها في إدارة الأزمة مع فيروس كورونا أولاً، والتشكيك في كافة الإجراءات الصحية التي اتخذتها لمكافحة الفيروس ثانياً، وهي في المجمل حملات قائمة على «الظن» و«الاستنتاج»، وبعيدة كل البعد عن الحقائق المدعمة بالأرقام والمعلومات الصحيحة، والأسباب لم تعد خافية على أحد، بل واضحة كل الوضوح، ولا تخرج أبداً عن الاعتبارات والأبعاد السياسية والاقتصادية، ولا ثالث لهما!
معالي الدكتور أنور قرقاش، وبصراحته المعهودة، قالها بكل وضوح، وبالتأكيد لم يقلها اعتباطاً، بل توثيقاً لفترة حرجة، وبناء على معلومات أكيدة، وليست شبه مؤكدة، «حملات شرسة، تعتمد التشكيك، والتشكيك المضاد، تدور في عالم مواجهة فيروس كورونا، أبعادها سياسية واقتصادية أكثر مما هي صحية، وفي مواجهة الجائحة تبقى القواعد الأساسية راسخة، وهي التطعيم، والفحوصات المكثفة، والتوازن الدقيق بين الاعتبارات الصحية والاقتصادية».
تحديداً إنه بالفعل ذلك التوازن الدقيق بين الاعتبارات الصحية والاقتصادية هو ما نجحت فيه الإمارات، وفشل فيه غيرها، وليتهم فشلوا وعرفوا أسباب الفشل فعالجوها، بل فشلوا وبدأوا يهاجمون كل من نجح في علاج وتجاوز هذه المرحلة!
الحملات ضد الإمارات مؤلمة، لكنها حتماً غير واقعية، ولن تؤثر سلباً على كل من يعيش على أرض هذه الدولة، فالجميع هنا يعيش واثقاً بإجراءات الحكومة في حفظ الصحة العامة، ونحن جميعاً نمارس حياتنا مطمئنين بشكل أقرب للحياة الطبيعية، ليس لأننا غير مكترثين بالفيروس وأضراره، بل لأننا على يقين تام بأن إجراءات الفحص المسبق والتطعيم وكافة الاحتياطات الاحترازية التي طبقتها ومازالت تطبقها الدولة هي الحماية والوقاية لنا من هذا الفيروس، كما أننا على ثقة تامة بإمكانات الإمارات الصحية وكوادرها الطبية، فهم على قدر المسؤولية في تحمُّل كافة تبعات المرض، وحماية أرواح الناس منه، لذا فالحملات الخارجية لا تعني لنا في الداخل شيئاً، والداخل هنا في الإمارات يعني شعوباً مختلفة من أكثر من 200 جنسية، معظمهم يدركون تماماً كذب إعلام دولهم، ويثقون بإجراءات وموقف الإمارات.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.