كـل يــوم
ورقة صغيرة قد تقود لكارثة كبيرة!
«الدوخة» أصبحت ظاهرة تصعب السيطرة عليها، وكثير من الشباب، وحتى الفتيات وصغار السن، أصبحوا يدخنونها باستمرار، رغم التحذيرات الدائمة من مخاطرها على الصحة، وبأنها أول الطريق لإدمان المخدرات، هذا الطريق الخطر الذي يكلف المجتمع سنوياً ملايين الدراهم، بجانب خسائر صحية ومجتمعية، وقد تصل إلى خسائر في الأرواح، وهذه لا تقدر بثمن.
الجديد في الأمر والذي بدأ يتبادله الشباب والمراهقون بين بعضهم بعضاً، في الآونة الأخيرة، ولا أحد يعرف مصدره حتى الآن، شيء يسمى «الورق»، وهو فعلاً في ظاهره أوراق صغيرة بيضاء، تقصّ بحجم بطاقة البنك أو بطاقة الهوية، لكنها مرشوشة بمادة مخدرة، ويتم تقطيعها بحجم صغير جداً، ولفها وتدخينها مع الدوخة وبالمدواخ.
هذه المادة لها تأثيرات خطرة على الجهاز العصبي، فهي تدخل مدخنها في نوم عميق، كما أنها تجعله يفقد القدرة على التركيز، وتتسبب في تغييرات في ملامح الوجه، إضافة إلى شرَه في تناول الطعام بشكل مرضيّ، وكأن هناك من يريد تدمير أجسام شبابنا.
بعض الشباب يقول إنها غير ممنوعة، ولا تصنّف في جدول المواد المخدرة، ولا ضير منها، لكنها وفقاً لمختصين أشد فتكاً من المخدرات، وتستوجب تدخلاً سريعاً وعاجلاً من الأجهزة الشرطية، لإنقاذ الشباب والمراهقين من آفة جديدة وخطرة.
المحزن في الأمر أن سعر هذه الورقة الصغيرة التي لا تتجاوز حجم بطاقة البنك، يبلغ 500 درهم، ما يجعلها في متناول كثير من الشباب الذين يتقاسمون سعرها، إن لزم الأمر، وللأسف كثير من الآباء يعتقدون أن نوم ابنهم نتيجة تعب عادي، أو مجهود يومي، ولا يدركون أنه يمر بمرحلة غير طبيعية، لذا لابد من مراقبة الأمر بشكل دقيق.
ومن هنا نقول لأولياء الأمور: «أيقظوا أبناءكم عندما تلاحظون أنهم يغطون في نوبات نوم غير طبيعية»، وتحدثوا معهم، وساعدوهم إذا تطلب الأمر بإبلاغ الجهات المختصة، واطلبوا منها الدعم بالتأهيل قبل فوات الأوان.
كما نوجّه نداء إلى أجهزة الشرطة، ليتدخلوا وينقذوا المجتمع من مثل هذه المواد، وحاصروا مصدرها الأصلي، وجففوا منابع دخولها إلى الدولة رحمةً بشبابنا وحمايةً لهم.
تقول إحدى الأمهات «ابني طالب جامعة تحوّل من شاب رياضي ملتزم إلى شخص عصبي كثير النوم، مستهتر بسبب هذه المادة، والمصيبة أن الأمر بدأ بمزحة مع أصحابه، والآن هو يسير في طريق الكارثة التي تهدد مستقبله، ومستقبل أسرة كاملة».
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.