موقف لافت لسفيرنا في القاهرة

مثير للإعجاب، ولافت للنظر ما قام به سفير الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، الدكتور حمد الشامسي، فهو رُغم مضي أقل من ثلاثة أشهر على تقديم أوراق اعتماده سفيراً جديداً للإمارات في العاصمة المصرية، إلا أنه استطاع كسر كثير من القواعد الروتينية لعمل السفراء، لكنه كسرها للأفضل ولمصلحة زيادة الروابط الاجتماعية، قبل السياسية والاقتصادية، بين الشعبين.

لم يجلس في مكتبه، ولم يقيّد تحركاته لزيادة الروابط وتوثيق العلاقات، بين مكاتب الوزراء والمسؤولين فقط، كما لم يكتفِ بتبادل الزيارات الرسمية، وتبادل إقامة الحفلات والمآدب مع السفراء الآخرين، كل تلك الأمور مطلوبة من السفراء، هذا صحيح، لكنه أضاف إليها بُعداً جديداً، قد يكون غير مألوف في العمل الدبلوماسي، بُعداً إنسانياً وشعبياً، حيث ذهب إلى الأقاليم البعيدة عن العاصمة، إلى المناطق الواقعة في العمق المصري، حيث المواطنون البسطاء، وحيث الحياة بعيداً عن المدنية وتبعاتها، لذلك فقد ترك أثراً جميلاً لدى الشارع المصري، وحظي بتغطيات إعلامية واسعة، وصلت مشاهداتها في أحد البرامج الشهيرة إلى 50 مليون مشاهدة تقريباً!

السفير الإماراتي لم يذهب في موكب كبير، ولم يركب «المرسيدس» السوداء، فهو يدرك تماماً أن الإنسان كلما كان بسيطاً عند البسطاء زاد قدره وعلا شأنه عندهم، لذلك استقل مع عدد بسيط من أعضاء البعثة الدبلوماسية الإماراتية القطار الذي يركبه الشعب المصري، وتنقّل به بين المحافظات البعيدة، ليطّلع عن قرب على مكوّن من مكونات النسيج الاجتماعي في مصر، ويهتم بإيصال صوت شعب وحكومة دولة الإمارات المليء بالحب والعشق للشعب المصري، الذي تربطنا بهم علاقات تاريخية قوية ووطيدة، أرساها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

المشهد لم يكن يحتاج إلى تحليل، فحفاوة الاستقبال التي قابل بها المواطنون المصريون السفير، تُغني عن الكلمات، أعداد كبيرة بالمئات، بالأهازيج الشعبية، وجميعهم يهتفون: زايد.. زايد.. فعلوا ذلك لأنهم فعلاً يحبون الشيخ زايد رحمه الله، ويحبون الإمارات، فهم هنا ببساطتهم، وعفويتهم، ونقاء سريرتهم، وطيبتهم، وكرمهم، لا يعرفون المجاملات، ولا يتصنّعون المبالغات، هكذا هم، يحبوننا ويحبون الإمارات والشيخ زايد، منذ عشرات السنين، لم يتغيروا، ولن يغيرهم شيء!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com