الإمارات في مجلس الأمن.. ماذا يعني ذلك؟
يُعَدّ مجلس الأمن من الأجهزة التي لها أهمية خاصة دون مختلف أجهزة هيئة الأمم المتحدة، وتنبع أهميته من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، من قِبَل الهيئة، في المحافظة على السلم والأمن الدولييْن، والصلاحيات الواسعة المُخَوَّلة له لتحقيق هذه المسؤولية، ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة فمجلس الأمن، دون غيره، هو الجهة الدولية المخوّلة من قبل دول العالم، بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين.
ولفهم أهمية مجلس الأمن، ودوره الحيوي، للحفاظ على أمن كوكب الأرض، لابد من المرور على الصلاحيات التي منحت له في الميثاق، والتي وقعتها جميع دول العالم، المنضمة إلى الأمم المتحدة، وهي تعتبر من أوسع الاختصاصات وأشملها، مقارنة بأجهزة هيئة الأمم المتحدة الأخرى.
فمجلس الأمن هو المسؤول عن المحافظة على السلم والأمن الدولييْن، وفقاً لأسس الأمم المتحدة ومقاصدها، وهو الذي يبحث أي نزاع أو موقف قد يؤدي إلى خلاف دولي، ويصدر التوصية بطرق تسوية هذا النزاع، أو شروط التسوية، كما يقوم بصياغة خطط لوضع نظام لتنظيم التسلح، وتحديد ما يمكن أن يمثل تهديداً للسلم، أو يكون عملاً من أعمال العدوان، والتوصية بما يجب اتخاذه تجاه هذا التهديد أو العمل العدواني.
ويمتلك مجلس الأمن صلاحية دعوة الأعضاء إلى فرض عقوبات اقتصادية، وأية إجراءات أخرى لا تتضمن استخدام القوة، لمنع أو إيقاف العدوان، واستخدام القوة العسكرية ضد المعتدي أيضاً، في حالة رأى ذلك!
من هُنا يمكننا تحديد أهمية حصول دولة الإمارات على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، خصوصاً ونحن نعيش في عالم ملتهب، مليء بالنزاعات والصراعات، ومليء بالتحديات، عالم يحتاج إلى الحنكة والحكمة، ويحتاج إلى عقول يحكمها المنطق والهدوء، وتؤمن بالسلام والاستقرار، والتعايش بين البشر، وتنشر المحبة بين الشعوب، وهذا ما تجيده دولة الإمارات، التي تمتلك رصيداً كبيراً من العلاقات الدولية المميزة المبنية على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
الإمارات في مجلس الأمن، هو عنوان مرحلة جديدة من النجاح والتفوق الدبلوماسي الإماراتي، مرحلة تقوم أولوياتها على نشر وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وتحفيز الدبلوماسية الهادئة المدعومة بتعزيز الاقتصاد والتنافسية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، فالإمارات ستظل دوماً واحة للأمن والسلام، وستظل داعمة للسلام العالمي، ونابذة للعنف والإرهاب والصراعات بأشكالها كافة.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.