حادثة إريكسن
حادثة سقوط لاعب منتخب الدنمارك (إريكسن) في أرضية الملعب، أثناء مباراة فنلندا في بطولة يورو 2020، كانت أمراً صعباً على اللاعبين والجماهير، في قارات العالم كافة. ونثمّن ما قام به قائد منتخب الدنمارك، سيمون كيير، بتحريك رقبة اللاعب المصاب بفقدان الوعي، وتدليك قلبه، حتى وصول الجهاز الطبي.
ومن هذا المنطلق، ندعو إدارات أنديتنا المحلية، بضرورة تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية في الإسعافات الأولية للاعبين المحترفين والمدربين والإداريين، لضمان جاهزية جميع هؤلاء في حالات ربما تحدث في ملاعبنا، خاصة في التدريبات اليومية.
ونتمنى من إدارات الأندية الاهتمام بالجانب الطبي، وإبرام العقود مع الأجهزة الطبية التي تشرف على سلامة اللاعبين، ووضع معايير الاختيار للجهاز الطبي الكفء، لأن صحة اللاعبين وسلامتهم أهم من نتائج المباريات، والتجهيز الطبي السليم من مقومات نجاح المنظومة الرياضية التي يكون فيها اللاعبون معرضين لكثير من الإصابات.
وفي حال افتقاد هذه الحلقة المهمة، فإن ذلك ينعكس سلباً على مستوى الرياضة بشكل عام، وهو الأمر الذي يبدو واضحاً في بعض الأندية التي تزخر بكثير من الغيابات، التي تدوم لفترات زمنية طويلة، ما يفقد اللاعب قدرته على التعامل مع الكرة بشكل جيد، ويستلزم الأمر مرحلة تأهيلية طويلة، من المحتمل أن تعود بالضرر على الأندية التي تقدم ملايين الدراهم من أجل الاستفادة من خدمات اللاعبين بشكل سليم، يتيح لها الفرصة للظهور بأفضل المستويات، التي تليق بسمعتها، سواء في المسابقات المحلية أو القارية.
وتعتمد الأندية الكبرى في العالم على السيرة الذاتية التي يحملها الطبيب والجهات التي سبق له العمل فيها، قبل عملية التعاقد معه. ويأتي ذلك نظير وعيهم الكبير بأهمية الجانب الطبي في العمل الاحترافي الذي تتطلبه الرياضة في الأندية، لضمان توافر كوادر طبية مؤهلة علمياً.
وتضم وحدة الطب الرياضي، كوحدة متكاملة، كل التخصصات المطلوبة في عالم كرة القدم الحديث، من مسؤول أغذية ومعدّ نفسي وطبيب متخصص في إصابات الملاعب، له خبرات واسعة، وهو التخصص الذي يختلف عن تخصص الطب العادي أو العظام، الذي تعتقد أكثر الأندية أنه كاف ليتولى مهمة الإشراف على الجهاز الطبي.
وهنا يقودنا إلى تساؤلات عدة، هل أنديتنا مهتمة بالجانب الطبي، خاصة في الأكاديميات؟ وهل توفر الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة في وحدات العلاج؟ وهل المسعفون وحاملو النقالة مؤهلون لنقل اللاعبين أثناء الإصابة، أم هم مجرد عمال في النادي؟!
• إدارات الأندية مدعوّة لتثقيف اللاعبين في الإسعافات الأولية.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.