5 دقائق
حروب ستريمنغ
مصطلح «حروب ستريمنغ» أصبح دارجاً في صحافة العالم الغربي، ويقصد به تنافس الخدمات الترفيهية على الإنترنت (البث التدفقي) مثل «نتفليكس» وغيرها.
«حروب ستريمنغ» ستسيطر على عالم الترفيه خلال العقد الثالث من الألفية، والأخبار تشير إلى أن «ديزني» بدأت فعلاً بإغلاق قنواتها التلفازية؛ لأن لا أحد يشاهدها، وصبت تركيزها على خدمة الإنترنت.
في «حروب ستريمنغ»، انضمت «باراماونت بلاس» إلى الركب متأخرة، ومعظم الانتقادات تتناول فوضوية تطبيقها وفقره، مقارنة بماكينة «نتفليكس» التي لم تتوقف عن الإنتاج منذ 2013، وأصبح عملاق الترفيه مثل «سوق الخضار والفواكه» على الإنترنت.
الغريب العجيب أن «باراماونت» استوديو عريق تأسس عام 1912 مع السينما تقريباً، وهو ثاني أقدم استوديو، ورغم عراقته فإن تطبيقه فقير أمام «نتفليكس» الموجودة منذ 1997.
الثلاثة الكبار في هذه الحرب هم: «نتفليكس» و«إتش بي أو ماكس» لوورنر بروس، و«هولو» لديزني، وتلحق بهم «ديزني بلاس» و«بيكوك» و«أبل» و«برايم فيديو» لأمازون.
الذي يحدث الآن أن الضعيف يريد التحالف مع الضعيف الآخر حتى يشكلا قوة في هذه السوق، أو كما ذكرت «وول ستريت جورنال» في تقريرها أن «إن بي سي يونيفرسال» اقترحت على «فياكوم» المالكة لـ«باراماونت بلاس» إمكانية الاندماج معاً للتمكن من البقاء في هذه الحرب على الأقل. ويأتي الاقتراح في ظل تغييرات إدارية كبرى في «فياكوم» للحد من الخسائر والاستمرار في المنافسة.
هناك أخبار عن عودة السينما في الصحافة الغربية تتقاطع مع أخبار أخرى عن أن خدمات البث التدفقي أصبحت المعيار المعتمد للاستوديوهات، وهاتان حقيقتان متناقضتان، لأن النموذجان (السينما وستريمنغ) متعارضان ومتنافسان.
عندما نقول أصبحت المعيار المعتمد فذلك يعني أن «نتفليكس» تنتج بشكل جنوني و«ماكس» تطرح أي فيلم سينمائياً وتدفقياً في آنٍ واحد، و«باراماونت» تترك 45 يوماً للسينما فقط قبل طرح الفيلم في خدمتها؛ لأن لا أحد يريد خسارة المشتركين، خصوصاً الذين التحقوا بالخدمات خلال ذروة «كوفيد». وأي تهاون من قبل أي خدمة سيكون خطأ لا يغتفر في هذه السوق الناشئة؛ لأنها المستقبل وليست السينما.
موقف:
في هذا الجزء من العالم وبعيداً عن «حروب ستريمنغ»، وجدت صحافتنا تتحدث عن «الفلسفة الإنتاجية الجديدة» (كلمات أرعبتني عندما قرأتها)، التي يتبناها «مسلسل عربي»، وهو مكون من خيوط حرير.. عفواً خيوط درامية.
لم أكمل قراءة الخبر لأن كاتبه لم يحترم عقلي بعدم شرحه معنى الفلسفة الإنتاجية. وليست هناك فلسفة إنتاجية، لكن هناك موظف علاقات عامة يظن القارئ غبياً، وصحفي كسول ينقل بلا تفكير.
موقف:
رغبت في الخروج من تطبيقات «ستريمنغ» لألقي نظرة على ما يحدث في «العالم الذي تركته»، فتوقفت عند قناة محلية تعرض مسلسلاً عرض منذ سنوات عدة. كتبت اسمه ورقم الحلقة في تطبيق «يوتيوب» فوجدت المسلسل بأكمله! ولدي صديق تخطى السبعين يشاهد أغاني الستينات المصورة على التطبيق ذاته! وهذا السبعيني يقول لي: أي تلفزيون؟ من يشاهد التلفزيون؟!
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.