دراما!
دائماً نسمع عبارة «فلان يحب الدراما»، والمقصود تضخيم المواقف ليبدو شخص ما ضحيتها أو بطلها.. فما هي «الدراما»؟ هي قصص جادة تعتمد على الأحداث التي تقع كل يوم في حياتنا. الدراما في السينما والتلفاز أبطالها شخصيات واقعية تتعامل مع خلافات أو تناقضات مع نفسها أو مع غيرها أو قوى الطبيعة.
تركز هذه القصص على شخصيات وكيف تنتقل عبر أطوار مختلفة في فترة زمنية محددة. شخصيات الدراما قد تكون عن أصدقاء أو عائلة أو زملاء عمل أو فريق رياضي أو أي نوع آخر من القصص التي تتناول موضوعات، مثل الحب والفقر والمخدرات والعنصرية والحروب الطبقية والفساد، وغيرها.
الدراما قد تكون في أي مكان، تاريخية في زمن ما في الماضي أو المستقبل، أو في سفينة في البحر، أو في مكوك فضائي، أو على سطح المريخ، أو تحت البحر بداخل غواصة، حيثما وُجد البشر وخلافاتهم تولد «الدراما».
حتى لو كانت الشخصيات حيوانات بأصوات بشرية أو شخصيات «أنميشن» بأصوات ممثلين فإن الدراما تتكون بشكل طبيعي. كل ما تحتاجه هو خلافات تولد تحديات، وبالتالي تسعى الشخصيات نحو إيجاد الحلول.
في الدراما السينمائية والتلفازية نرى الشخصية في أفضل وأسوأ حالاتها. هذه قد تكون سيراً ذاتية عن شخصيات حقيقية أو قصصاً أخلاقية أو حكايات كفاح ضد تحديات الحياة.
إذا كانت «الكوميديا» عن تناقضات أفعال الشخصيات مع الواقع، وإذا كان «الأكشن» عن حركات مبالغ فيها، فإن «الدراما» لا تتطلب أي حركة. هي عبارة عن كلمات وإيحاءات. الشخصيات مشغولة بإصلاح أو إفساد نفسها وفعل الشيء نفسه لمن حولها.
هناك اتجاهات فرعية للدراما مثل «دراما المحاكم» أو «دراما مكاتب العمل» أو «دراما المستشفيات»، كلها تتناول موضوعاً كونياً هو شخصيات تتخذ قرارات شخصية تجعلها ترى العالم من منظور جديد.
«الميلودراما» من أكثر الاتجاهات الفرعية شعبية في «الدراما» وهي دراما عاطفية مركزة استحوذت على اهتمام الجماهير منذ الخمسينات. «الميلودراما» المصنوعة بشكل جيد تبكي الجماهير في صالات السينما أو أمام التلفاز.
وأطول المسلسلات التلفازية التي بدأت في الستينات والسبعينات وبعضها لم ينتهِ إلى اليوم هي من فئة «الميلودراما». أشهر فيلم ميلودراما Imitation of Life لدوغلاس سيرك 1959، ومن أشهر المسلسلات «دالاس».
كانت السبعينات الحقبة الذهبية للدراما، حيث شهدت السينما الأميركية إنتاجات غزيرة لدراما عائلية كان أبرزها دراما المحاكم «كريمر ضد كريمر». ولو عدنا لهذا الزمن فإن أقوى دراما عائلية كانت «مانشستر باي ذا سي».
موقف
منذ بداية القرن 21 عزف المنتجون عن ضخ أموال في الدراما السينمائية وأخذت تنتقل تدريجياً إلى التلفاز ومنصات البث التدفقي. وبدأت تخرج إلينا دراما غير عادية لم يسبق لها مثيل عن دراسات سلوك شخصيات تتطور عبر سنوات، وتبث في شكل مواسم بدل الأجزاء السينمائية.
أبرز الدراما التلفازية «ماد مين» و«بريكنغ باد» و«ذا سوبرانوس» و«ذا واير».. هذه المسلسلات الأربعة أخذت موضوعات دراما سينمائية شعبية وطرحتها بشكل أتاح لها متسعاً من الوقت لاستكشاف شخصياتها إلى درجة أنها قلبت الموجة ضد السينما، وبسببها انطلقت الحقبة البلاتينية للتلفزيون.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com