ملح وسكر
مناكفات في الساحة الرياضية
ليس غريباً ما يحدث من مناكفات في الساحة الرياضية، لأسباب ودواع تفرضها مفرزات النشاط الكروي الذي تتباين وقائعه بين شدٍّ وجذب، في سبيل مصلحة أفراد أو مؤسسات، بما يخدم أهدافهم وتوجهاتهم عند نهاية المطاف، ولعل الجدال الذي يطرأ على بعض الموضوعات، قد وجده البعض فرصةً لصناعة محتوى يجلب الاهتمام لاسيما عند فقدان الأخبار والأحداث اليومية، للسخونة والإثارة المعهودة، فتجد هناك من يبحث عن سبقٍ لحوارٍ يسخن معه النقاش والرأي، وهو نوعٌ يُعدّ مادةً دسمةً تُضاف لها نكهات لتشد الانتباه، مثلما أنها أيضاً تتحول إلى مُنتج منافس لما له من قيمة داعمة في تحويل الأنظار، وتوسعة مساحة الترويج، وقاعدة المتابعين.
لاشك في أن الاختلاف والتنافر وارد بين الأندية، وقد يتطور أحياناً إلى صدام، تحت ذريعة الفائدة والمصلحة، أو العناد والمكابرة، أو تحت أي مبررٍ كان، فالكل يسعى لخدمة أهدافه، ويستميت أيضاً في جر طبق المنفعة تجاهه، إذ إنها من الممارسات المشروعة في عُرف التعاملات والعلاقات، نظراً لاختلاف فكر وطبيعة البشر. لكن مع التحولات التي طرأت في السنوات الأخيرة، والدخول في فضاء الاحتراف، كان من الواجب التكيف مع نظامه الجديد المحكوم بإجراءات ولوائح ضابطة لأنشطته وبرامجه المختلفة.
على الرغم من حلاوة ولذة مفردات التفاوض، فإن «كلمة شرف» لا تُغني عن توثيق وتدوين ما يتوافق عليه، ذلك حفظاً للحقوق، ومنعاً لأي تجاوز أو تنصل قد يسقط من ورقة الاتفاق، ولأجل ذلك فقد وُجدت العقود وبنودها لحماية الجميع من مصيدة التلاعب والخداع، مثلما أن أساسها يُبنى أولاً على التفاهم، ثم الاتفاق الذي تقوم أركانه على عاملي الانتفاع والالتزام دون نقصان لحق أي طرف، أما ما يستمد حُكمه من قاعدة (تم وفالك طيب)، فهو باطل، ولا يستند إلى غطاءٍ قانوني، كونه ميثاقاً والتزاماً حضر في زمنٍ ولى، ولم يعد له مكان منذ عهد الطيبين.
خسارة الشارقة وخروجه من سباق دوري الأبطال الآسيوي، لا تعني نهاية المشوار بالنسبة له في هذا الموسم، فقد كانت مواجهة محلية صعبة للفريقين، حسمها العنابي في اللحظات الحرجة، عند آخر ركلتي ترجيح، لتكافئه بتذكرة الفوز والتأهل، لكن مثل هذه المواجهات المعقدة فيها دروسٌ عدة مستفادة، قد يكون أبرزها هو كيفية تحجيم مصادر القوة عند الخصم، ثم استنزاف الجهد والطاقة لأجل إرهاقه وإضعاف خطورته، وهو ما حدث تماماً مع مالانجو، أخطر أوراق العنبري، حيث افتقد حيويته، وتشتت تركيزه ليخسر بعدها الركلة الفاصلة والحاسمة التي انتظرتها جماهير الملك لترقص معها فرحاً بالمدرجات.
على الرغم من حلاوة ولذة مفردات التفاوض، فإن «كلمة شرف» لا تُغني عن توثيق وتدوين ما يتوافق عليه.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.