«إكسبو دبي» ورسالة «الحياد الإيجابي»
هو حدث عالمي ضخم، بل هو الحدث الأبرز من دون منافس على مستوى كل القارات، تستضيفه الإمارات في واحدة من أجمل مدن العالم، في دبي، حيث الطمأنينة والأمن والتعايش. سيشاهد العالم أروع وأجمل وأفضل «إكسبو» مرّ على البشرية، منذ أن عرف الناس هذا المعرض العالمي في العاصمة البريطانية لندن، من عام 1851، أي قبل مائة وسبعين عاماً.
بالتأكيد هناك إيجابيات كثيرة وفوائد جمة، ومزايا عديدة ستعود بالنفع على مدينة دبي، وعلى الإمارات عموماً، جراء تنظيم هذا الحدث العالمي، وبالتأكيد فإن أنظار مليارات من البشر ستتجه إلى دبي خلال الأشهر المقبلة، لتتعرف إلى كل صغيرة وكبيرة في زوايا هذه المدينة الفاتنة، وبالتأكيد أيضاً فإن عشرات الملايين من البشر سيجعلون من زيارة دبي هدفاً رئيساً لهم، لمشاهدة هذا الصرح الكبير، والاستمتاع برؤية المستقبل وتطوراته، والتمعّن في التطور الحضاري والتقني المقبل في كل أجنحة الدول المشاركة، وبالتأكيد أيضاً سينعكس «إكسبو» إيجاباً على كل المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمعرض، لكن هذا ليس كل شيء، وهذه ليست كل الأسباب التي جعلت دبي تنظم «إكسبو»!
هناك هدف أسمى وأكبر وأهم، تسعى إليه الإمارات من خلال تنظيم معرض «إكسبو» العالمي، وهناك رسالة عالمية واضحة تركز عليها دبي، وتنشرها بكل وضوح لجميع شعوب الأرض، ومفادها أننا هنا نصنع «السلام والحب والتعايش بين أبناء جميع الأديان والأعراق، ونزرع التآلف والتآزر والحوار لخير الإنسانية جمعاء».
نحن هنا في الإمارات، نعيش بمنطقة ملتهبة، محيطها صعب للغاية، حروب وطائفية وإرهاب، ومع ذلك ترفع الإمارات شعار الحب والخير والسلام، وتركز حالياً على سياسة «الحياد الإيجابي» القائمة على تكريس التعاون مع الجميع، وتبادل الخير مع الجميع، والتركيز على التنمية الاقتصادية، والتبادل التجاري الذي يحقق منفعة الجميع، والابتعاد عن المشاحنات السياسية التي لا تجلب عادة سوى التنافر والتناحر، لذلك جاء «إكسبو» ليعزز كل ذلك، جاء ليجمع العالم كله في مدينة الخير والحب والسلام.
جاء الفرقاء والمختلفون من كل حدب وصوب، ليضعوا أيديهم في أيدي بعض، ويقيموا أجنحتهم بجانب بعضهم بعضاً، ويعرضوا للشعوب إنجازاتهم الحضارية، ويضعوا خلافاتهم جانباً، بحيث لا يكاد يراها أو يشعر بها أحد.
دبي تضمن لجميع الوفود القادمة أنها ستشاهد مشهداً حضارياً مختلفاً، وأنها ستلامس على أرض الواقع مدى التسامح والتعايش المشترك بين أبناء أكثر من 200 جنسية يعيشون على أرض الإمارات بتعاون، وذلك بفضل مبادرات الإمارات لنبذ التطرف والكراهية والتمييز.
العالم بأسره سيرى أن الإمارات ليست مجرد مكان، بل وطن يعشقه كل من يقيم فيه، وسيعرف المعنى الحقيقي للتعايش الديني عندما يرى التجانس بين جميع الديانات والمعتقدات، والحريات الدينية المختلفة، في مشهد سلام لم تشهده أي دولة أخرى، تضم تلك الأعداد الكبيرة من الجنسيات المختلفة المقيمة على أرضها في وطن واحد.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.