كـل يــوم
والحياة بدأت تعود..
شعور عام بالارتياح يجتاح المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات في هذه الفترة، منبعه الإحساس بعودة الحياة الطبيعية بعد أزمة «كونية» اجتاحت العالم كله، بجميع دوله وقاراته، أزمة وباء «كوفيدـ19»، وهذا الشعور المريح جاء بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية بشكل ملاحظ، وانخفاض الحالات بشكل كبير، إضافة إلى ندرة عدد الوفيات بسبب الفيروس في هذه الفترة، وبدء عودة النشاطات الطبيعية، بشكلها شبه المعتاد، لما كانت عليه قبل انتشار فيروس كورونا.
هذا الشعور أكدته تصريحات عالمية وليست محلية فقط، حيث أكد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، «سيطرة» الإمارات على وباء «كوفيد-19»، وعودة الحياة إلى طبيعتها، داعياً الجميع إلى الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية، «خصوصاً أن هناك دولاً عدة لم تتجاوز فيها نسبة التطعيم 20%».
وقال المنظري، خلال المؤتمر السادس للأمراض الجلدية وطب التجميل «ميدام»، الذي انطلقت فعالياته في دبي، أمس، تحت رعاية جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية، إن «اجتماع أطباء الأمراض الجلدية من 41 دولة في دبي، دليل واضح على سيطرة الإمارات على الوباء».
بالتأكيد الإمارات وصلت إلى هذه المرحلة بعد جد واجتهاد وعمل فرق ليل نهار، فالفيروس لم ينحسر من تلقاء نفسه، لكنها الجهود الحكومية، والإجراءات الاحترازية، والقرارات الحاسمة، والعمل المتواصل الصعب في الأوقات الصعبة، والقيادة الفعالة التي تتابع وتراقب وتوجه وتقرر وتبذل الجهد والمال لمصلحة أمن وسلامة المجتمع بكل فئاته ومكوناته وجنسياته.
في دبي على سبيل المثال، مرّت المدينة تماماً، كغيرها من مدن العالم، بحالات انتشار وانحسار للفيروس، لكن المواطنين والسكان لم يشعروا بشيء، ولم ينقصهم شيء، وعاشوا حياتهم بشكل شبه معتاد، حتى في أحلك الظروف، هذا لا يعني أن الخطر لم يكن موجوداً، وأن الفيروس لم يكن فتاكاً، لكن بفضل الجهات المختصة التي عملت خلف الكواليس بشكل متواصل، طوال ساعات الليل والنهار، وتحملت العبء والمسؤولية بشكل كامل، وأخذت على عاتقها مهمة مواجهة الفيروس ومكافحته بالدراسات والإجراءات والقرارات والوقاية والاحترازات.
فرق كاملة في أجهزة الشرطة والأمن، وفرق وكوادر طبية وفنية وإدارية في المستشفيات، وفرق تخطط للأزمة وتديرها لحظة بلحظة، وساعة بساعة، ويوماً بيوم، وتعمل دون توقف، كل ذلك يتم بهدوء دون أن يشعر به ملايين السكان والمقيمين في المدينة، ولم يشعر به ملايين الزوار لهذه المدينة أيضاً، لم يشعروا بشيء، ولم ينقصهم شيء أبداً، ولم يعانوا اكتظاظاً، ولم يشاهدوا طوابير أو فوضى، كما لم يشعر أحد بهلع أو خوف، لا في مستشفى، أو في سوبر ماركت، أو في «مول»، أو في أي هيئة أو دائرة حكومية، واليوم تعود الحياة إلى طبيعتها المعتادة، ونشعر جميعاً هنا بالارتياح، ولكن ومع ذلك فالجميع ملتزم بالتعليمات، والجميع يتبع الإجراءات، والجميع يفرح ويستمتع وهو يشاهد التخفيف المقنن والتدريجي للقيود التي فرضها فيروس كورونا، كما أن الجميع يشعر بالامتنان والتقدير والاحترام لكل شخص وفرد عمل في كل فرق العمل بإخلاص من أجل أن نصل جميعاً إلى هذه المرحلة.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.