كـل يــوم
إنها الإمارات في أبهى صورها..
العالم يجتمع هنا في دبي، في هذه الليلة، حيث حانت لحظة انطلاق «إكسبو2020 دبي»، الحدث الأهم والأبرز على كوكب الأرض، بعد أن مرت السنون كالثواني، ومرت الأيام والليالي سريعة جداً، ومعها كانت سرعة الإنجاز ودقته، وكان العمل والجهد متواصلين بشكل لحظي مستمر، ونتج عنهما إنشاء مدينة عظيمة ضخمة متكاملة، جاهزة لاحتضان العالم، في أروع وأجمل وأفضل معرض «إكسبو» سيراه العالم منذ 170 عاماً.. هذا ما وعد به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذا ما سيثبته للعالم خلال ساعات قليلة مقبلة.
تتجه الليلة أنظار مليارات البشر نحو دولة الإمارات، بعد ترقب وشوق، استمرا طوال ثماني سنوات مضت على لحظة اختيار دبي لاستضافة معرض «إكسبو» العالمي، في 27 من نوفمبر عام 2013، بالعاصمة الفرنسية باريس، لنصل اليوم إلى لحظات الإبهار، ولحظات الفخر والسعادة والشعور بلذة الإنجاز.
تشهد دبي اليوم إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بصبغة وشكل عالميين مميزين، يستحقهما هذا القائد، الذي لم يهدأ طوال السنوات الثماني الماضية، وواصل الجهد والعمل والتعب، في أحلك وأصعب الظروف، ووسط أزمة «كونية» شلّت العالم بأسره، وهزّت الدول والحكومات، لكنه كعادته لم يهتز، ولم تتزعزع قناعاته وإيمانه وطموحه العالي، وأصر على الالتزام بكلمته، وتنفيذ وعده الذي قطعه على نفسه، ليثبت من جديد أنه دائماً «يقول ما يفعل ويفعل ما يقول».
ما حدث هُنا لم يكن بالأمر السهل، والإنجاز لا يكمن فقط في تشييد وبناء مدينة ضخمة، رُغم أن هذا في حد ذاته إنجاز كبير، فمثل هذه المدن لا تُبنى أبداً خلال هذه السنوات القليلة، بل تحتاج إلى عقود من الزمن لتشييدها، لكن ذلك ليس هُنا في دبي، ففي دبي لا صوت يعلو فوق صوت العمل والإنجاز، ولا مجال للراحة والهدوء والانتظار، ما يفعله العالم في عشر سنوات يُنجز هنا في سنة واحدة، هذه هي معادلة النجاح التي يصعب تكرارها.
«إكسبو دبي» حقق نجاحات عديدة قبل أن ينطلق، ولاشك في أننا سنشهد نجاحات أخرى على مدار الأشهر الستة المقبلة، نجاحات في مختلف القطاعات، لكن يجب أن يعرف الجميع أن أحد أهم أسباب نجاح «إكسبو» في استيفاء كل المتطلبات العالمية لقيامه، هو ذلك التعاون والتعاضد والتنسيق العالي بين كل أجهزة دولة الإمارات بشكل عام، وبين جميع المسؤولين، ومن دون استثناء أسهم الجميع في كل موقع ومؤسسة وجهة، اتحادية كانت أو محلية، في الاستعدادات والترويج والعمل والمشاركة في صنع «إكسبو» لا مثيل له، وكل مسؤول، صغيراً كان أو كبيراً، اعتبر «إكسبو» تحدياً شخصياً عليه النجاح فيه، وجميعهم اعتبروه إنجازاً شخصياً وجب إتمامه على المستوى الأجمل والأكمل والأفضل.
إنها دولة الإمارات العربية المتحدة، في أبهى صورها، وأجمل ملحمة تعكس التعاضد والتلاحم، وأبهى صورة ترسم حب الوطن والإخلاص له، والعمل على رفعته وتميزه بين شعوب ودول العالم، إنها وحدة القلوب والدروب، ووحدة المشاعر، ووحدة الأهداف العليا التي لا تنظر إلا لمصلحة الوطن ولا شيء غيره.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.