«تسلم عينك.. بوراشد»
يوماً بعد آخر، يثبت النموذج الإماراتي في إدارة شؤون الحكم والبلاد، أنه الأصلح والأنسب والأكثر مصداقية وحكمة وقدرة على تحقيق أعلى مستويات التطور والرفاه وبلوغ التنمية المنشودة.
والذين ظلوا يرددون على الدوام أن الديمقراطية بحرفيتها الغربية، أفضل نموذج للحكم، في كل زمان ومكان، يتجاهلون باستمرار الغايات والمقاصد من الديمقراطية أو أي نظام آخر للحكم، كما يتجاهلون أن النظام الديمقراطي برؤيتهم الخاصة لهذا النظام، وبشكله الغربي، لا ينسجم مع طبيعة الكثير من المجتمعات، وهو ما ثبت بالدليل والشواهد كثيرة. وإذا كانت أسمى غايات الديمقراطية هي بلوغ أعلى مستويات الرفاه الاجتماعي والاقتصادي، فما الذي يجبر دولاً مستقرة ولديها مستوى عالٍ من الرفاه على تجرع مرارة الفشل الكارثي على نحو ما شاهدناه في منطقتنا مع الأسف؟
يعيب علينا البعض أن نظام الحكم لدينا أبوي، وهؤلاء لا يعرفون قيمة هذه الأبوة ومكانتها في قلوبنا ووجداننا، فهل لكم أن تستوعبوا يوماً طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في دولة مثل الإمارات؟
لا أعتقد أبداً أنهم سيستوعبون تفاصيلها في يومٍ ما، وإلا لخجلوا من أنفسهم ومن أسلوبهم الفج في التدخل في شؤوننا، وإن كانت العبرة في الحكم على أي تجربة بنتائجها، فلينظر العالم بأسره لنتائج وإنجازات دولة الإمارات، ليقر ويعترف بأننا لسنا بحاجة إلى أي نظام آخر، فما نملكه هنا بالنسبة لنا هو الأفضل والأمثل والأجمل، هذه قناعاتنا التي لن تتغير يوماً.
في الأسبوع الماضي، وعلى سبيل المثال لا الحصر طبعاً، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رفع قيمة القرض السكني للمواطنين في دبي إلى مليون درهم، ووجّه بالبدء الفوري لمباشرة تخصيص 4000 قطعة أرض ومسكن للمواطنين بكلفة 5.2 مليارات درهم، وأعلن قائلاً: «سأتابع مع حمدان ومكتوم سياسة الإسكان بنفسي خلال الفترة القادمة».
لم يفعل ذلك طمعاً في أصوات انتخابية، ولم يفعل ذلك لأغراض دعائية، ولم يهدف إطلاقاً إلى كسب تعاطف أو لرفع نسبة مؤيدين، أو أي من تلك الأسباب المنتشرة والمعروفة في كثير من الأنظمة الغربية وغير الغربية، هو فعل ذلك لسبب واحد فقط، حبه الشديد لشعبه، وهذا الحب يدفعه دائماً لفعل كل ما من شأنه نشر الاستقرار والأمان والعدل والإنصاف بين الجميع، ولعل المسكن الملائم هو أحد أهم أسباب استقرار أفراد المجتمع، لذلك كان هذا الملف بالنسبة لسموه أولوية قصوى تطغى على بقية الأولويات.
لم يكتفِ محمد بن راشد بذلك، بل وضع خطة طويلة الأمد، ولغاية العشرين عاماً المقبلة، مبنية على رصد احتياجات الأسرة الإماراتية وتلبية تطلعاتها، وهو يدرك تماماً أن تعزيز جودة الحياة مرهون بجودة العمران والخدمات، وتوفير الاستقرار الاجتماعي.
هذه الخطة مدعومة من قبل سموه بميزانية إسكانية تاريخية بلغت قيمتها 65 مليار درهم للعشرين عاماً المقبلة للمواطنين في إمارة دبي، وبذلك سيتضاعف عدد المستفيدين من برنامج الإسكان في دبي أربعة أضعاف بدايةً من العام الجاري، ومضاعفة الأراضي المخصصة لإسكان المواطنين في دبي، لتصل إلى مليار وسبعمائة مليون قدم مربعة، تكفي لسدّ احتياجات المواطنين لعشرين عاماً.
راحة المواطنين ورفاهيتهم هما هاجسان حقيقيان في فكر وعقل وقلب محمد بن راشد، وأكبر دليل على ذلك تلك الأبيات الشعرية التي جادت بها قريحته، فالشاعر الحقيقي لا يكتب أبياتاً إلا بعد أن يستولي موضوعها على تفكيره، ويشغل باله، ويراوده بين جنبات نفسه في كل لحظة، وهذا يعني أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كان مشغول الفكر والبال طوال الفترة الماضية، بموضوع إسكان المواطنين، رغم صعوبة وحساسية الوقت، لارتباطه بموعد انطلاقة معرض إكسبو العالمي، وبأحداث وأزمات عالمية مختلفة، إلا أن المواطن هو صاحب الأولوية القصوى في عقل وتفكير وقلب محمد بن راشد، فأنشد قائلاً:
انا على الوعد، انتوا خبروني وين
ووعدي انا هالبلاد تعيش محروسة..
واني اسكنه شعبي بين «جفن وعين»
وكل خطة بالافكار وعلم مدروسة..
نعم إنك على الوعد دائماً، لم تخلفه يوماً، ونعم نحن نعيش الرفاه في ظلك، وتحت حكمك، ونعم إننا شعب محظوظ، ذلك لأننا نعيش تحت نظرك، وفي جفنك وعينك، ونعم نردد لك مجيبين على هذه الأبيات الرائعة: «رفع الله قدرك.. وتسلم عينك بوراشد».
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.