كـل يــوم
تحفة معمارية رياضية مظلومة!
مجمع حمدان بن محمد الرياضي، صرح رياضي ضخم بمعنى الكلمة، لكنه وبكل آسف، وُلد مظلوماً، ويعيش الآن مظلوماً، وأعتقد أن السبب الرئيس لعدم قيام هذا الصرح بدوره المطلوب، وعدم حصوله على القدر الكافي من السمعة والشهرة، هو بُعد موقعه عن مدينة دبي الساحرة، حيث يقع في منطقة صحراوية على شارع الإمارات، قد تكون مناسبة لأي شيء آخر، عدا مجمع عالمي أولمبي للسباحة والرياضة!
المبنى جميل جداً، وهو بحق تحفة معمارية رياضية مميزة، وهو فعلياً أحد أهم المرافق المتطورة في مدينة دبي، بل هو أكبر مركز للرياضات المائية في الإمارات والعالم، ويعد أحد المراكز الفريدة على مستوى عالمي، لما يضمه من مسابح بمعايير أولمبية، فضلاً عن كونه صديقاً للبيئة، ويتّسع لنحو 15 ألف متفرّج، ومع ذلك فهذا المبنى الضخم والفريد غائب تماماً عن أي صورة أو لقطة أو مقطع فيديو دعائي لمدينة دبي، بل كثيرون لايزالون يجهلون وجوده، ولا يعرفون شيئاً عنه، وكل ذلك بسبب مكانه البعيد، وموقعه غير المناسب للنشاط الذي أنشئ من أجله!
المسابح الصغيرة في دبي تستقطب أعداداً كبيرة جداً من المرتادين، من فئات عمرية مختلفة، الأطفال والصغار والكبار الراغبين في ممارسة هذه الرياضة الجميلة، في حين أن مواصفاتها لا تقارن إطلاقاً بمواصفات مسابح مجمع حمدان الرياضي، فهو يتميز بتوفيره العديد من التقنيات التكنولوجية التي نادراً ما تجتمع في مشروع واحد، فمثلاً يتيح المجمع خاصية التحكّم في أبعاد أحواض السباحة طولاً وعُمقاً، ناهيك عن إمكانية تغطية هذه المسابح تجهيزاً لاستقبال الألعاب غير المائية، مثل كرة السلّة والكاراتيه والمنافسات الرياضية الأخرى، ومع ذلك فهو غير مستغل بالشكل المطلوب، فمثل هذه الإمكانات كان يمكن أن تستقطب عشرات الآلاف من المشتركين والراغبين في ممارسة السباحة والرياضة، وكان يمكن أن يتحول إلى أحد أكثر المراكز حيوية وإقبالاً من الرياضين، بل إلى الوجهة الأولى لكل رياضي في مدينة دبي، وكل الفرق الخارجية التي ترغب في إعداد أبطال سباحة دوليين!
بالتأكيد لا يمكن نقل المجمع الآن إلى موقع آخر أفضل من موقعه الحالي، ولكن لابد الآن من إجراء حملات ترويجية داخلية وخارجية، وإعداد خطط، ودراسة مشاريع، تضمن الاستفادة القصوى من هذا الصرح الرياضي المهم، ولابد من ربطه بأي شكل ووسيلة مع أفراد المجتمع، بالتنسيق والترتيب مع الأندية والمدارس، وغيرها، ولابد من تشجيع الناس للحضور وممارسة هواية السباحة بشكل مستمر، بكل الوسائل والطرق والحوافز الممكنة، ولابد أن نرفع الظلم عن هذا المبنى الفريد، والمجمع المتكامل، حتى يكون جزءاً مكملاً ومهماً لجمال مدينة دبي وتطورها، فهو بالفعل يستحق ذلك!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.