الأخطاء التحكيمية
تشخيص الواقع بطريقة واقعية هو بداية الحل لكل أزمة نتعرض لها، وهنا أشكر اتحاد الكرة، أولاً لاتخاذ قرار عودة الحكم الأجنبي، وثانياً لعدم الوقوف مع الحكم المواطن لمجرد أنه مواطن، لكن لإنقاذ المنظومة ولرفع كفاءة الحكم المواطن والاحتكاك بالخبرات والكفاءات الخارجية من قضاة الملاعب، ويبدو أن هناك من يمتدح الحكم المواطن وكأننا تخلينا عنه، وكأن الحكم الإماراتي مظلوم وبقية المنظومة تهدف إلى إسقاطه، وللأسف أن أغلب تحدياتنا وإخفاقاتنا بسبب الإدارة في كل المجالات، لأن من يعترض على وجود الحكم الأجنبي لابد أن يعلم أن الشارع الرياضي وإدارات الأندية واللاعبين ووسائل الإعلام، تحملوا الكثير من الكوارث وليس الأخطاء في مجال التحكيم، وللأسف مستوى التحكيم يتراجع مع وجود «الفار»، إذ اصبح «الفار» دليلاً على إثبات الحالات الكارثية التي أدت إلى خسارة الكثير من الأموال بسبب الكوارث التحكيمية، أو كما يسميها البعض أخطاء تحكيمية، وأصبحت الأخطاء أساس كرة القدم ومع سبق الإصرار، ما جعل الحكم الإماراتي في موقع ضعف أمام المنظومة بأكملها، وللأسف أساس الخطأ هو إدارة اللجنة، ولا أقصد الحالية، لكن أغلب لجان الحكام وطريقة تنفيذ أعمال اللجنة وإدارة الحكام.
يا سادة يا كرام دفاعكم عن الحكم الإماراتي أضر بالتحكيم الإماراتي، وله أثره على مستوى البطولات، وتخرج الإدارات والأطقم الفنية واللاعبون عن النص بسبب الغضب من أغلب القرارات، وإن تحدثوا تجد العقوبات الصادرة بحقهم، لكن عند وقوع الأخطاء الكارثية في حقهم نجد عبارة «الحكم بشر»، وكأن بقية المنظومة مخلوقات أخرى، وكل من يحاول أن يجامل وطريقة تقييمه للوضع عاطفية أو إرضاء أشخاص، فتلك الطامة الكبرى.
تطرقت في مقال، قبل أربعة أعوام، على لسان أحد حكام الدوري الإماراتي، عن فكرة الحكم الأجنبي، واستفسرت منه هل يخاف الحكم الإماراتي وجود الأجنبي، وكان الرد قوياً وجميلاً، وأكد الحكم أن وجود الحكم الأجنبي يشكل للحكم المواطن دافعاً كبيراً وتحدياً لإثبات الذات، والبحث عن فرص التميز في ظل وجود الكفاءات من الأجانب، وهنا يكون الشعار للأفضل لأننا صبرنا فعلاً على الكثير من الآراء الشخصية والتخبطات الإدارية في إدارة اللجنة المهمة في منظومة كرة القدم.
قرار عودة الحكم الأجنبي شجاع وقوي، ويُشكر عليه اتحاد الكرة، لكن يجب التركيز على نوعية الحكم الأجنبي وإدارته وآليه تنفيذ القرار، ومن دون شك الأخطاء ستستمر لكن لا نتمنى أن تستمر الكوارث التحكيمية.
• قرار عودة الحكم الأجنبي شجاع وقوي، ويُشكر عليه اتحاد الكرة، لكن يجب التركيز على نوعية الحكم.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.