«عملت لك إيه شيرين»
حوار عجيب غريب، لا يدركه كثير من الناس، دار بين «نجيب زاهي زركش» وخادمه المقرّب إليه جداً المدعو «طريف».
نجيب قام بدوره الفنان القدير يحيى الفخراني، وطريف مثّل شخصيته الفنان محمد محمود، وكان محور الحديث أن هذا الخادم، ورغم أنه كان يسهر يومياً مع مخدومه «نجيب»، إلا أنه كان يفشي سرّه لأخته شيرين، التي قامت بدورها الفنانة «أنوشكا»، والتي كانت تتّبع، أو بمعنى أدق تتلّصص على أخيها بدعوى أو زعم أنها تخاف عليه، وتريد مراقبته لتوجيهه للصواب، وفق وجهة نظرها ورأيها، رغم أنها أصغر منه سنّاً، طريف رغم ما كان يفشيه من أسرار نجيب، إلا أن سراً كبيراً واحداً في حياة نجيب لم يذعه لشيرين، فطريف لم يكن بالرجل الخائن، ولكنه كان يحب شيرين، فيتقرب منها بهذا الشكل، مع أن شيرين لا تعطيه مبالغ كبيرة، بل مبلغاً زهيداً لا يوازي ما يدفعه نجيب له، وكان حب طريف أو عشقه شيرين من طرف واحد، كونه قد ولد بقصر والد نجيب، وكان عشمه أن تبادله شيرين الحب والعشق ذاته، ولكنها تزوجت، وبعد وفاة زوجها بسنوات، بعد أن أنجبت منه ابناً وبنتاً كانا في مراحلهما الجامعية الأخيرة عند وفاة والدهما، عاد إليه الأمل بحب شيرين، ورغبته في الارتباط بها، كل ذلك كان بنمط كوميدي يضفي مرحاً على الحلقات.
شعرت شيرين بوجود سرّ مخفي عنها، لا يرضى طريف أن يبيح به، ولاشك في أن هذا السر سيكون سراً كبيراً في حياة نجيب، لذلك عمدت شيرين إلى محاولة استدراج الخادم طريف كعادتها، فلم تستطع شيرين إغراء طريف بالمبلغ الذي عرضته عليه كالعادة، بل ضاعفته، ومع ذلك رفض طريف إفشاء السر، فاضطرت شيرين لأن تستخدم أنوثتها، وهي التي تعلم بحبه لها من طرف واحد، ليخرّ طريف ويفشي سر نجيب الذي جاءته أخته موبخة له على فعله، وهنا كانت ردة فعل نجيب وغضبه الشديد هذه المرة على خادمه طريف، وهو أيضاً سائقه الخاص الذي لا يسير مكاناً دون صحبته ورفقته.
وقبل أن يطرده من حضرته، ومن القصر على غير عادته عندما يغضب منه، قال نجيب لطريف «أنت طول عمرك عايش معاي في القصر، أنا اللي أعطيك وأكسيك وأخليك تسهر معاي، وتخوني، هي عملتلك إيه شيرين عشان تبيعني؟!».
وهذا السؤال يطرح نفسه على كان من باع ضميره وباع ولي نعمته لأي أحد كان، ففي محور السؤال إجابات عديدة، وتهكم شديد على من يخون الأمانة، حتى إن كان بحسن نيّة وفق ما يظن، هذه الأمانة سواء كانت في العمل، ولها صور عدة، أو في حياة الأسرة، ولها صور أخرى، أو في الصحبة والصداقة...
أتمنى أن تشاركوني بها في تعليقاتكم، وعرض ما واجهكم في حياتكم، لتعمّ الفائدة، ودمتم طيبين.
twitter.com/dryalsharif
www.ysalc.ae
محامي وكاتب إعلامي