الصداقة السامة
لا تستمر كل صداقة طول فترة حياتك، فهناك عوامل تفرق الأصدقاء وتضعف من عملية التواصل مثل الانتقال بين أطوار الحياة كأن تتزوج بعد عزوبية أو تنتقل إلى العمل في بيئة جديدة، أو تغير مكان إقامتك أو حتى تفقد اهتمامك بشيء معين يجمعك مع صديق.
هذه الأسباب الطبيعية، لكنّ هناك أيضاً أسباباً سلوكية تجعلك تنفر من صديقك أو من يتظاهر أنه صديقك. ومن أهم هذه الأسباب:
انعدام الثقة: فإذا اكتشفت يوماً أن الآخرين يعلمون بتفاصيل خاصة عنك، وأنت تعلم أن شخصاً واحداً فقط يعلمها، فثق بأن الصديق الذي ائتمنته خان ثقتك.
عدم الاحترام: فالاحترام المتبادل لبنة من لبنات الصداقة بل حجر أساس لأي علاقة، لكن عندما يرفع صديقك صوته عليك أمام الآخرين ويتعمد إهانتك أمامهم، فاعلم أنه لا يستحقك وبادر بإنهاء العلاقة.
البخل: لو قلنا أن عدم الإنفاق سبب من أسباب الطلاق بين الزوجين فلا تستغرب، وهو عادة مذمومة عند العرب، ولكن لا تستغرب أيضاً إن علمت أنه سبب رئيس لانفصال الأصدقاء، فلو كنت دائماً من يدفع الفواتير وأنت تعلم أن صديقك يملك المال ويتهرب من الدفع فهذه علامة لأن تسلك طريقاً منفصلاً.
الأنانية: هذه الملعونة سبب للنفور حتى من أقرب شخص إليك مثل شقيقك فما بالك بصديقك. وهناك من البشر من يبدي نفسه عليك في كل الأوقات ويرى أنه أهم منك وأنك خلقت لخدمته ولإسعاده، فنصيحتي لا تدع صداقتك تستمر مع أناني وانهها بعبارة واضحة توضح له أنانيته.
الاستغلال: يتصل بك ليطلب منك كذا وكذا وتجده لحوحاً في طلبه، وحين يأتي دورك وتحتاج شيئاً منه فلا تجد منه خيراً أو بعبارة أخرى: لا تجد الخير الذي تفعله فيه يثمر في أفعاله. فاتركه فوراً ولا تضيع وقتك مع شخص سيتركك بنفسه إن وجد مصلحة مع آخر.
اختراق دوائر أصدقائك: هذه خطيرة جداً، فبعد أن تقدم صديقاً لمجموعة أصدقائك تجده يدعوهم للمناسبات ويتجاهلك. وأفضل طريقة للتخلص منه هي دعوتهم لغداء أو عشاء ثم نشر الصور على «إنستغرام» مع «منشن» لحسابه.
كثرة الجدل: لو صديقك يجادلك كثيراً لإثبات وجهة نظره والإصرار عليها لدرجة عدم منحك فرصة للتحدث بالمقاطعات الكثيرة لكلامك، فاعلم أن لا فائدة ترجى من مصاحبته.
موقف
قصة حقيقية: صبر ذلك الرجل على صديقه 14 عاماً، وهو يتعمد إهانته ويستغله ويرفض مشاركته دفع فواتير خروجهما، وعندما طلب الرجل من صديقه الدفع مرة أخذ الأخير يتذمر بشدة، ويذكر الأول مراراً و تكراراً أنه طلب منه الدفع وكأن الرجل ارتكب إثماً. وحينما أراد الصديق شراء غرض معين ولم يملك المبلغ كاملاً طلب من الرجل المساعدة في الدفع بشكل فظ جداً أمام البائع.
استيقظ ذلك الرجل من نومه ذات يوم وقلبه يقول له افعلها، أرسل لصديقه رسالة بألا يقرب منزله. بعد أكثر من 10 أعوام رأى الصديق الرجل في مناسبة فجلس بجانبه، فنهض الرجل من مقعده فوراً وغيّر مكانه.. وذلك لأن الصمت أقوى من 1000 كلمة.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.