التحول الرقمي (2)
أنواع التحول الرقمي أربعة، هي: تحويل العمليات، أو تحويل نموذج العمل، تحويل المجال، والتحول الثقافي المؤسسي التنظيمي. وبتمكين عمليات التعريف بقيمة البيانات الرقمية، يمكننا الانتقال من قيمة إلى أخرى في تسلسل، يعظم من فوائد البيانات ودقتها ومعالجتها وفهمها، بل استغلالها مؤسسياً ومجتمعياً وحتى فردياً.
ومن مزايا البيانات الرقمية وفوائد استخدامها، أنها يمكن أن تساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة، وتحسين الأداء عبر الإنترنت، والبيانات الرقمية دقيقة دائماً بنسبة 100٪، وتتيح توفير المال على التحليلات غير المتصلة بالإنترنت، كما تتيح الوصول إلى المزيد من العملاء تلقائياً.
ويأتي اليوم الدولي للبيانات المفتوحة كفعالية سنوية، تعزز الوعي بالبيانات المفتوحة واستخدامها، في جميع أنحاء العالم، ويقام الحدث عالمياً عادةً في فبراير أو مارس، وتم اقتراح اليوم العالمي للبيانات المفتوحة، لأول مرة من قبل ديفيد إيفز عام 2010، وجاءت الفكرة بعد مناقشات مع متخصصين في ملتقى لمتصفح (Mozilla)، ليبحثوا عقد أول فعالية في مدينة أوتاوا الكندية، للتعرف إلى خصائص ومنافع البيانات المفتوحة.
واستضافت قاعة المدينة، هاكاثون ضخماً للبيانات المفتوحة (GovCamp) من 31 مايو ولغاية 1 يونيو 2010، ومنذ ذلك اليوم بدأ اختيار تاريخ الحدث من قبل أعضاء المجموعة، مع مراعاة الأحداث الثقافية المختلفة.
وفي عام 2015، قدمت مؤسسة المعرفة المفتوحة، بالتعاون مع منظمات غير حكومية أخرى من عالم البيانات المفتوحة، منحاً صغيرة لدعم تيسير الأحداث في جميع أنحاء العالم، وتشمل الأنشطة النموذجية المحادثات والندوات والعروض التوضيحية والهاكاثون والتدريب، أو الإعلان عن إصدارات البيانات المفتوحة أو المعالم الأخرى في البيانات المفتوحة. وصادف هذا العام، يوم السبت الموافق 5 مارس، حيث أنشأت مجموعات العمل من جميع أنحاء العالم، فعاليات وأنشطة باستخدام البيانات المفتوحة في مجتمعاتها، وتعتبر الفعالية فرصة لإظهار فوائد البيانات المفتوحة، وتشجيع اعتماد سياسات البيانات المفتوحة في الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.
كذلك تم تقديم منح صغيرة بيوم البيانات المفتوحة 2022، تركز على المجالات الرئيسة الآتية: «كونه يُعتقد بأن البيانات المفتوحة يمكن أن تساعد على حلها»: البيانات البيئية، تتبع تدفقات الأموال العامة، الخرائط المفتوحة، البيانات من أجل التنمية المتساوية، بيانات المحيطات لكوكب مزدهر، علماً بأنه تم تسجيل 139 فعالية على مستوى العالم لهذا العام في https://opendataday.org.
وتم تصميم هذه الفعالية لتحفيز الفكر الإبداعي وطرح أفكار جديدة عن استخدام البيانات المفتوحة، أو في حال الرغبة في العثور على مشروع مثير للاهتمام للإسهام فيه، أو للتعرف إلى كيفية تصور البيانات أو تحليلها لرؤية ما يحدث.
وتعد المشاركة قيمة أساسية ليوم البيانات المفتوحة، وحرية التعبير عن الآراء بطريقة بناءة، بغض النظر عن مجموعة المهارات أو الاهتمامات الخاصة، بهدف تعزيز فرص التعلم، ومساعدة مجتمع البيانات المفتوحة العالمي على النمو.
وتعد الشرائح الآتية، ركائز نجاح هذه الأنشطة: البشر، فهم السبب والمسبب، أينما كانوا ومهما كانت خلفيتهم ومستواهم التعليمي أو الوظيفي. موظفو الخدمة العامة، فمدخلاتهم وآراؤهم وطرحهم ستسهم في تحسين البيانات الحكومية، ومشاركتهم جوهرية. المصممون، فهم من سيعمل على جعل البيانات المفتوحة قابلة للارتباط، ليستخدمها المزيد من الأشخاص ويفهمونها. المطورون، فهم من سيطور الحلول التي ستساعد على حل القضايا المجتمعية المهمة. الإحصائيون، حيث سيسهمون في تبسيط وفهم البيانات والحصول على رؤى مهمة منها.
وهناك العديد من أنواع البيانات المفتوحة التي لها استخدامات وتطبيقات محتملة، ومنها:
الثقافية، العلمية (البيانات التي يتم إنتاجها كجزء من البحث العلمي من علم الفلك إلى علم الحيوان)، المالية (مثل: الحسابات الحكومية كالنفقات والإيرادات، ومعلومات عن الأسواق المالية كالأسهم، السندات، وغيرها)، الإحصاءات (مثل التعداد والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسة)، الطقس والمناخ، البيئة (المعلومات المتعلقة بالبيئة الطبيعية، مثل وجود ومستوى الملوثات والجودة والأنهار والبحار).
ما علاقة هذا بجهود التحول الرقمي؟ استحداث جائزة بإدارة البيانات والمعرفة، وأخرى لتبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ضمن جوائز محمد بن راشد للتميز الحكومي، مع دليل حكومي لقياس نضج البيانات، دليل جهود مؤسسية تعتمد البيانات والرقمنة منهجاً للعمل الحكومي الهادف لريادة عالمية، هل سنشهد مشاركة مجتمعية أكثر كثافة في فعاليات البيانات وإسهامات مؤسسية إماراتية تصب في تحقيق هذه الغايات ومنها البيئي والمالي لرقابة وحوكمة بيئية عالمية، منها ما يمكن عرضه في COP28.
ربما...
مستشار إداري وتحول رقمي وخبير ومقيم تميز مؤسسي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.