فيروس التعصب الرياضي
لم تسلم الكرة الخليجية من التأثر بفيروس الشغب والتعصب الجماهيري الذي بات ظاهرة كونية منتشرة في ملاعب العالم شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً، فلا أحد يمكنه التنبؤ بما قد تؤول إليه أحداث مباراة ديربي أو لقاء قمة في دوري من دوريات منطقتنا الخليجية، ولا أحد يتوقع ما قد يتورط فيه لاعب دولي سواء مع حكم أو زميل داخل الملعب، وتلك الظاهرة التي بدت واضحة في ملاعبنا الخليجية.
لا تكاد تمر جولة بأي من دورياتنا بالمنطقة دون أن تسمع عن أزمة سلوك ناتجة عن تعصب لاعب أو مدرب أو إداري، وباتت قرارات لجان الانضباط والعقوبات الموقعة على أطراف اللعبة غير كافية، بعدما أصبحت جماهيرنا تتصرف على هواها لأنها أمنت العقاب، فلا محاسبة على اقتحام ملعب، ولا ضبط لمن يسب أو يقذف ما في يده من قارورة مياه، فمواقع التواصل الاجتماعي كفيلة بأن تشعل فتيل أزمة بين جمهور ناديين والبداية بتصريح هنا أو هناك ثم تغريدة على «تويتر» أو تعليق على «فيس بوك».
أما المنتديات الرياضة ومواقع الأندية على الشبكة العنكبوتية، فحدث ولا حرج، فهي مساحة للتعصب وقتل الروح الرياضية والأخلاق الحميدة لملايين من شباب الخليج والوطن العربي بشكل عام، فيما كان أبرز مولدات التعصب سواء العالمي أو المحلي والخليجي انتشار ظاهرة الألتراس، التي هي عبارة عن تقليد أعمى للغرب في الجوانب السيئة، وباتت تجمعات «الألتراس» سبباً في نشر التعصب والاشتباك بين الجماهير في دوريات خليجية كثيرة، ومع كل تلك المسببات لانتشار فيروس التعصب الأعمى تسقط جماليات اللعبة في مستنقع سوء الأخلاق الرياضية، بما ينذر بكارثة إذا تقاعسنا عن مواجهته أو أغفلنا ضرورة اجتثاثه من جذوره دون مواربة أو مجاملة، أو دفن للرؤوس في الرمال، لأننا بالفعل أمام ظاهرة قد تشهد تطورات لا يحمد عقباها، على المسؤولين البحث عن حلول للقضاء على التعصب والشغب والذي يمثل آفة الملاعب ودائماً ما يكون تأثيره سلبياً.
أخيراً نشكر النيابة العامة في أبوظبي لإصدارها أمراً بضبط وإحضار جميع مثيري الشغب في مباراة الوحدة والعين، والتصدي بكل حزم، وفق الإجراءات القانونية المقررة، لكل ما من شأنه إثارة الشغب أو مخالفة القانون واللوائح والأنظمة وضرورة التحلي بالروح الرياضية من مشجعي الأندية وعدم تعريض حياة وسلامة الآخرين للخطر.
• لا تكاد تمر جولة بأي من الدوريات الخليجية دون أن تسمع عن أزمة سلوك ناتجة عن تعصب لاعب أو مدرب أو إداري.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.