الإمارات تثبت تفوقها من جديد
50 عاماً في عمر الأمم، فترة وجيزة جداً، لا يمكن بناءً على التصورات العقلية، أن يذهب المرء بتفكيره إلى أبعد من أن تكوّن دولة ناشئة هياكلها التنظيمية خلال هذه الفترة، ثم تبدأ في تلمس خطواتها الأولى نحو إثبات وجودها بين الدول.
هذه هي مسلمات تاريخية، إلا أنها تلاشت تماماً، في حالة الإمارات، التي لم يمضِ على احتفالها باليوبيل الذهبي (مرور 50 عاماً على اتحادها) أكثر من ثلاثة أشهر، فقد ولد اتحاد الإمارات فتياً يافعاً، حيث استطاع أن يستفيد من تجارب الآخرين، وينطلق منها نحو البناء والتعمير والنهضة التي أضحت نموذجاً يحتذى.
تمكنت الدولة منذ الوهلة الأولى عقب قيام اتحادها، من رسم رؤيتها الخاصة نحو مستقبل، أصرت على أن تكون علامة فارقة فيه، فأنجزت خلال الـ50 عاماً الماضية ما لم تنجزه دول ضاربة في الحضارة الحديثة.
وكانت كلمة السر في هذا «الإعجاز» الحاضري، هو ما منّ الله به على هذه الدولة من قيادة محبة ومخلصة لشعبها، وصاحبة رؤية استباقية للمستقبل، حيث وجّهت القيادة كل الإمكانات نحو تحقيق أهداف محددة، كلها تصب في نسق واحد، وهو اقتناص المركز الأول، على الأصعدة كافة، فما كان من شعبها إلا أن بادلها حباً بحب، والتفّ حولها، يدعم توجهاتها، ويساند خططها.
لم يمض وقت طويل، حتى بدأت طموحات حكامنا وشيوخنا تتحقق، وذلك ما تثبته التقارير الدولية، التي توضح تصدر دولتنا في كثير من المجالات، وتتفوق على دول كبرى، أبرزها في جودة الحياة، والأمن والأمان، والتعايش، والبيئة الجاذبة للاستثمار، ودعم المرأة، والتعليم، والصحة، والطرق، والتكنولوجيا.
وتخطى طموح قيادتنا حدود الأرض، فأصبح الفضاء هو المستهدف، حيث بدأت ملامح الطموح نحو الفضاء تتجلى عند مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حتى تحول ذلك الطموح إلى حقيقة جلية، فأصبحت دولة الإمارات هي أول دولة عربية يصل رائد فضاء (هزاع المنصوري) منها إلى محطة الفضاء الدولية، وينفذ مهمة فيها لمدة ثمانية أيام.
كما أنها أول دولة عربية وإسلامية ترسل مسباراً إلى المريخ، وهي خامس دولة عالمياً تحقق هذا الإنجاز، لتسهم في الكشف عن أسرار الكوكب الأحمر، كل ذلك بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخويه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولم تقف إنجازات الدولة عند هذا الحد، بل مازالت تثبت نفسها من جديد كل يوم، فها هي تختتم فعاليات «إكسبو 2020 دبي» الذي استقطب ملايين الزوار، وأبهر العالم في تنظيمه وما حققه من نجاحات كبيرة على كل المستويات، ومازال القادم أفضل، كما تؤكد على ذلك قيادتنا.
عضو المجلس الوطني الاتحادي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.