نقطة حبر
أبوخالد.. قائد مسيرتنا
في مشهد، نادراً ما يُرى في دولة حول العالم، اجتمع شيوخنا، حكام الإمارات، ليقدموا العزاء في المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية في 13 من مايو، بعد قيادته ـ طيب الله ثراه ـ الدولة في مرحلة التمكين، وفي الاجتماع نفسه، بايع الحكام، ومن خلفهم شعب الإمارات، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، ليقود الإمارات في مرحلة جديدة من الريادة والرفعة والتنمية والازدهار في المجالات كافة.
وهذا المشهد، لفت انتباه العالم أجمع، وأصبح حديث القاصي والداني، وتناولته وسائل الإعلام عربيها وأجنبيها.. ولما لا وهذا المشهد لم يُر إلا نادراً!
لقد أكد اجتماع قادتنا بهذا الود العميق، أننا نعيش في دولة استثنائية.. دولة حباها الله موارد طبيعية، وكوادر بشرية عظيمة، وفوق هذا وذاك منحها قيادة وفيّة ذكيّة متآلفة، أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها محبة لوطنها وشعبها، وطامحة إلى تعزيز سعادة هذا الشعب ومن يعيش فوق أرض بلادها من مقيمين وزائرين.
وخلال الاجتماع، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بكلمات التهنئة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتعزية في المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، بقوله: «جئنا نعزيك ونعزي أنفسنا، أنا وإخواني الحكام، ونبارك لك ونبارك لأنفسنا، بقيادتك لنا وبرئاستك دولتنا، ونحن سند لك».
وقال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «أنت لست غريباً على هذا الموقع، فأنت ابن الشيخ زايد المؤسس، وشقيق المرحوم الذي حمل الراية من بعده، وأنت لست غريباً علينا.. عاشرناك خلال هذه المدة، وهي مدة عصيبة، ولكنك كنت عند حسن الظن بك، والحمد لله.. نحن بجانبك في هذه المسيرة، ونسلم القيادة لك، على بركة الله، وإن شاء الله دولة الإمارات وشعبها في مأمن وفي موقع كل الناس يحسدوننا عليه».
نعم، عرفناه قائداً فذاً، يبادله شعبه حباً بحب، ولمَ لا؟، وسموه الذي أدخل الطمأنينة والراحة والهدوء في قلوب شعبه، بقوله: «لا تشيلون هم»، فما عشنا هماً أبداً في ظروف قاسية اجتاحت العالم بأسره، وتفوقت فيها الإمارات.
نعم، عرفناه أباً رحيماً، فسموه صاحب المشهد الأبوي الرائع، حين كان سموه يستقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية، وحاولت الطفلة عائشة محمد مشيط المزروعي، مصافحة سموه، لم ينتبه سموه لها، وإذا به يزورها في بيت أبيها ويقبل رأسها.
نعم، عرفناه داعماً لأبنائها في الداخل والخارج، فكثيراً ما نرى سموه يزور الطلبة الإماراتيين الدارسين بالخارج، عند زيارته لأي دولة، ليطمئن عليهم، ويؤكد سموه دائماً أن ابن الإمارات في أي مكان بالعالم، هو سفير لدولته، عليه أن ينقل صورة حسنة عن بلاده.
نعم، عرفناه قائداً يحافظ على دولتنا، ويعزز أمنها، ويحمي مكتسباتها، ويرسخ مكانتها المرموقة بين الدول.
نعم عرفنا سموه، كل ذلك وأكثر.. إنه أبوخالد، قائد مسيرتنا، الذي استهل حديثه مع حكامنا، بقول سموه «أنا أخوكم محمد».. كلمة تحتاج أن نقف أمامها إجلالاً وتقديراً لقائلها.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.