طبيبة.. ومختصة
يعاني صاحبنا مشكلة في جزء من جسمه، هذه المشكلة تشوهت وبحاجة إلى تدخل طبي. ذهب إلى طبيبة عربية تتمتع بخبرة طويلة في مجالها وبعد التشخيص قالت لا يوجد علاج، وأصلحت التشوه الصغير بقطع جزء منه وقالت له سيزول وحده بعد ستة أشهر أو سنة من اليوم.
ذهب إليها بعد ستة أشهر والتشوه في مكانه، فقطعت جزءاً منه مجدداً وقالت ليس له علاج وكما أخبرتك سيزول خلال نصف عام إلى عام كامل وأخذت منه ثمن الاستشارة (أكثر من 600 درهم) وصرفت أدوية تخطت قيمتها 2000 درهم. وعندما حان وقت الدفع قال صاحبنا للصيدلي غيرت رأيي لا أريد الدواء، وترك معه الوصفة الطبية وغادر.
مر عام كامل منذ زيارته لتلك الطبيبة والتشوه في مكانه وأصبح قبيحاً جداً رغم أنه صغير ولكنه سبب له حالة نفسية كلما نظر إليه. اتصل بطبيبة عربية أخرى من التخصص نفسه في مستشفى آخر وطلبت منه إرسال صورة التشوه على واتس آب، ثم قالت لا يوجد علاج سيزول من تلقاء نفسه!
قرر صاحبنا استئصال التشوه بتخدير موضعي واستشار صديقاً لديه خبرة في الأطباء الذين يعلمون والذين لا يعلمون. فقال لا أعتقد أن هذه الحالة أصلاً من اختصاص الطبيبتين اللتين استشرتهما. أنت بحاجة لمختص في هذه التشوهات، ثم أرسل إليه رابط موقع طبيبة مختصة، اتصل فوراً وحجز موعداً.
رحبت به الطبيبة المختصة وهي بريطانية شابة، أشار لها إلى التشوه وطلب استئصاله تحت تخدير موضعي. قالت لست بحاجة إلى استئصال. قال لها لا تقولي لي لا يوجد علاج ولن انتظر ستة أشهر ولا تصرفي لي أدوية مضادة للفطريات، فقالت لن أفعل أيا مما تقول وسأزيله لك الآن في 10 دقائق.
أحضرت جهازاً عجيباً لم يره من قبل في حياته وضعته على التشوه فاختفى! نظر إليها وكأنها أتت بسحر. نظفت المنطقة بالكامل وعاد الجزء المريض إلى طبيعته كما كان قبل المرض! سألها إن كانت متخصصة في هذا النوع من التشوهات، فقالت نعم وأكمل الماجستير. ثم ابتسمت وقالت 10 دقائق فقط وليس ستة أشهر.. فقال لها حقاً.
موقف
ليس الغرض من المقال انتقاد الأطباء العرب وامتداح الأجانب، فأنا مثلاً كل الأطباء الذين أتعالج عندهم عرب ومن الكفاءات في مجالاتهم لكن هناك مشكلة فعلاً مع بعض الأطباء الذين يفتون في مسائل لا يفهمونها وليست ضمن اختصاصهم ويخجلون من كلمة لا أعلم. أنا متأكد أن الطبيبتين العربيتين المذكورتين في قصة صاحبنا كانتا تعلمان أن مشكلته ليست ضمن نطاق اختصاصهما.
كلمة لا أعلم أو ليس ضمن اختصاصي لا تعني أن الشخص جاهل كما هو شائع عند العرب، بالعكس هي كلمة تستخدم كثيراً في مجتمع العلماء الغربي. وأعرف طبيباً عربياً بصفة شخصية وهو خريج لندن، وخبرته في مجاله تمتد 25 سنة، سألته سؤالاً فقال لا أعلم وزاد احترامي له.
• ابتسمت وقالت 10 دقائق فقط وليس ستة أشهر.. فقال لها حقاً.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.