ماذا بعد ملحق المونديال؟
ماذا بعد الخروج وانتهاء المهمة في ملحق المونديال؟ أسئلة عديدة تدور في محيط المنتخب، حيث باتت تُشكل هاجساً مقلقاً عند الجماهير التي يدور في فلك أفكارها استفهامات عديدة عن المستقبل وكيف سيكون بعد توالي واستمرار الإخفاقات في معظم المناسبات التي تشارك بها منتخباتنا دون استثناء، مثلما أنه تساؤل يتبادر أيضاً إلى أذهان الجميع، بل يفرض نفسه على طاولة النقاش والحوار لمعرفة ما القادم، وهل هناك خطوات أو تحركات جريئة لإصحاح الوضع الذي قاد كرة الإمارات إلى الوراء وجعلها في خانة هامشية بين منتخبات المنطقة، رغم ما تحظى به من مميزات ومقومات، يُفترض أن يتم استثمارها من أجل الظهور بشكل يليق بها، بُغية الحصول على مخرجات تواكب التطلعات التي ينشدها الوسط الكروي وينتظر حصادها منذ سنين عجاف.
فلا عُذر لما يحدث من تراجع وانحدار منذ سنوات، فالساحة سئمت الأعذار والمبررات التي يتم تسويقها بعد كل فشلٍ وإخفاق، دون أن تكون هناك ردة فعل حقيقية وحازمة للتطوير، فوعود التعديل والتصحيح اتخذها البعض وسيلةً لامتصاص الغضب وتخفيف الاحتقان، إلا أنها فعلياً تأتي كإبرة تخدير ينتهي مفعولها مع الوقت، كون الاستطباب يكون غير ناجحٍ أو فعال، وسرعان ما يتكرر المشهد عند أي محكٍّ فعلي، لنعود مرةً أخرى إلى أول السطر وإلى الدائرة نفسها. ومن هنا فإن الخلل يجب ألا يتحمله طرف دون آخر، لأن الكل يتقاسم الأسباب، من أندية واتحاد ومجالس كروية، فهناك من يفتدي مصلحته حتى لو جاءت على حساب المنتخب، وهو ما أوجد شيئاً من التمرد والتنمر في الفضاء رغم النماذج والخامات الجيدة، لكنها متذبذبة السلوك والفكر مثلما تستظل أيضاً تحت غصن النفوذ والتأثير، لتكون الثمرة ما نحن عليه اليوم.
لذلك فإن من حق الجمهور أن يرى منتخب بلاده حاضراً ومنافساً في جميع المشاركات، فالمعطيات والحوافز المتوافرة هيأت أرضية مثالية للعمل والانطلاق ضمن مسارٍ يضمن ظُهوراً مُشرفاً مع تحقيق الحد الأدنى من المكتسبات والنتائج المعقولة وفق إمكاناتنا وقدراتنا المعروفة، فلم تكن يوماً هناك مطالبة بالمستحيل أو المعجزات، وإنما كانت أبلغ الأمنيات مشاهدة شكل ثابت وهوية لمنتخب يؤدي دوره وواجبه باقتدار ومسؤولية، بعيداً عن التشتت والهوان الذي وضعه في مؤخرة المراكز وعند نهاية الطابور؛ لذا فإن أولى خطوات العلاج هي الوقوف عند الخلل الفعلي الذي عطل المسيرة وقيدها في دائرة مغلقة، فالتغيير والإحلال لم يعد مجدياً إذا لم تتغير المفاهيم! أسئلة عديدة تدور في محيط المنتخب، وتشكل هاجساً مقلقاً عند الجماهير.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.