إرث إكسبو (2)
إن متطلبات الحفاظ على «إرث إكسبو» ليست بالصعبة، ولكنها بالتأكيد ليست باليسيرة، وتحويل الأمر لتسابق مؤسسي لتحقيق ذلك تجربة تحققت سابقاً، «سواء عبر معرض دبي الدولي للإنجازات الحكومية»، الذي ينظمه برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز التابع للأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، تجسيداً لدورها في تعزيز مكانة دبي عالمياً.
ومن أبرزها الاستراتيجية المؤسسية المتكاملة التي تشمل محاور عدة من أهمها محور تحقيق التكامل بين أجهزة مركز الحكومة، ومحور تحسين كفاءة العمل الحكومي، ومحور التكامل مع الشركاء، إضافة إلى تحقيق التكامل المؤسسي وإيجاد بيئة محفزة لتحقيق المزيد من الإبداع والابتكار في تطوير العمل الحكومي.
كذلك فإن استحداث وإضافة وإطلاق فئة الجهة الأفضل في دعم «إكسبو 2020»، ضمن «التكريم الخاص» لحفل برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز خلال عامي 2018 و2019، ينم عن عبقرية مؤسسية وإدراك للطبيعة التنافسية الإيجابية، وتوجيهها لتحقيق التكامل بالاشتراك مع مكتب «إكسبو 2020»، وجه هذه الطبيعة نحو قفزات تكاملية تحولت لقصص نجاح غير مسبوقة.
فالحرص على تشجيع الجهات الحكومية على المشاركة بشكل أكثر كفاءة وفاعلية في دعم «إكسبو 2020»، ووضع معايير التقييم لهذه الفئة بالتعاون مع جهة الاختصاص، وتعميمها وشرحها للجهات الحكومية من خلال سلسلة من الورش التدريبية والملتقيات الحوارية، أسهم بمشاركة جميع الأطراف المعنية، في دعم جهود الحكومة الرشيدة وتحقيق نجاح غير مسبوق لهذا المعرض، وعزز مكانة الدولة عموماً ودبي خصوصاً مركزاً عالمياً لأهمّ الأحداث الدولية على اختلاف مجالاتها (سواء أكانت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو اجتماعية ورياضية)، وعكس إيماناً مؤسسياً بكون التميز لا يتوقف عند مجال واحد، وأنه لا حدود له، فهو جزء من منظومة متكاملة من الإبداع والابتكار واستشراف وجاهزية مستقبل نتطلع إليه ونحث الخطى إليه.
وما تحقق من تطبيق عملي لأعلى معايير التميز في أداء العمل من الجهات كافة، وتطوير نوعي لمرافق الخدمة العالمية وتكريس مفاهيم الإبداع والتميز، ليس فقط لتعوّد ضيوفنا أن نكون سباقين في تقديم كلّ ما هو مبهر وجديد ومتميز، ولكن وضع مصفوفة قياس نموذجية وأعاد تعريف مفاهيم الفعاليات الدولية بالتزامن مع أعلى معايير الاستدامة.
هل نتوقع تعاوناً جديداً ومستمراً ومستداماً مع جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز، وربما جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز؟ هل نرى دافعاً تنافسياً مؤسسياً لمختلف الجهات المحلية والاتحادية نحو مزيد من التقدم؟
بلا شك أن إضافة فئة «أفضل جهة داعمة لإكسبو 2020 دبي» كان لها أثر إيجابي أسهم في تحقيق تكامل مؤسسي وتضافر للجهود والعمل المشترك بين الجميع ظهر أثره بنجاح غير مسبوق لـ«إكسبو 2020 دبي».
إن استكمال الدور الفعال الذي قامت به الجهات الحكومية في دعم ملف الاستضافة، ومواصلة الدعم وتوسيع نطاق العمل سيحقق استدامة للتميز، ودافعاً أكبر لتقديم مزيد من الدعم لمشروع وطني أصبح مصدر فخر دولي، ومنارة حضارية عالمية. وتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، باستضافة الدورة الـ28 من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ «28 COP» في «مدينة إكسبو دبي»، سيسهم في اتخاذ خطوات مؤسسية نحو استدامة هذه المكانة وترسيخها، معززة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، نحو استدامة تطوير المدينة.
هل سنرى انتقالاً لمكاتب حكومية (اتحادية ومحلية) لتصبح المدينة الجديدة مقراً لها بدلاً من وسط مدينة دبي؟ هل سنرى فئات وجوائز تميز مماثلة لما طبق سابقاً؟
هل ستسهم الشراكات مع القطاع الخاص بمستوياته كافة (متناهية الصغر، الصغيرة والمتوسطة، الشركات العائلية وحتى الشركات العالمية) في تطوير مشروعات جديدة في المنطقة؟
وهل سنرى حلولاً تمويلية مبتكرة يحفزها المصرف المركزي بحوافز للبنوك المساهمة، ووزارة الاقتصاد وغيرهما، لدعم هذه الاستثمارات للمساهمة في تحولها لعاصمة للإبداع والابتكار والتقنية وجاهزية المستقبل؟
سنرى ذلك قريباً، فدبي عاصمة الإبداع العالمي.. والإمارات موطنه.
دبي عاصمة الإبداع العالمي.. والإمارات موطنه.
مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.