الصورة المسبقة
الصورة المسبقة هي النمطية أو المعتادة، أي عندما يخبرك شخص بوجهة نظره عن شيء أو شخص آخر و يجعلك تتبنى وجهة نظره دون أن تجرب هذا الشيء أو الشخص بنفسك. الصورة المسبقة هي من أخطر العوامل التي تؤثر في منظورنا للأشياء أو الأشخاص وتعمينا عن الحقيقة.
قصة
عُين شاب موهوب في قسم الهندسة بشركة خاصة، وكانت ترأس إدارته امرأة بخبرة تمتد 20 عاماً. رحبت به وبدأت معه رحلة التوجيه والتعريف بمكان العمل. بعد أسبوعين عاد زميلها الذي يرأس إدارة أخرى وكان على علاقة عمل جيدة معها، وأثناء استعراض أحد المشروعات أخبرته المرأة عن الموظف الشاب الجديد.
أخذ المدير المديرة على جنب وأخبرها أنه يعرف شخصاً على خلاف مع عائلة هذا الشاب وأنه لا يجب ائتمانه على شيء، ومن الأفضل التخلص منه وذكرها بتجربة سابقة مع موظفة كانت معه.
خشيت المديرة مما سمعته وأخذت ببناء الحواجز بينها وبين الموظف الشاب الجديد وأخذت تسحب منه المهام وتوكلها إلى آخرين والقصد أن تدفعه إلى الخروج من الشركة. كل هذا بسبب قصة سمعتها ولم تفكر حتى في التأكد منها.
مرت ثلاث سنوات والشاب يشعر أنه تائه في مكتب لا عمل له سوى أجزاء من مهام توكل إليه من قبل بعض زملائه الذين تكدست عليهم المهام. وشعر الشاب أنه لا يتعلم شيئاً أبداً وفكر في الخروج لكنه قرر أن يصبر لأن هذا (هندسة البرامج) اختصاصه.
في نهاية يوم عمل خرجت المديرة من مكتبها وتعرضت لحادث فور دخولها الشارع نظراً لعدم تأكدها من خلوه. انفجرت الوسادة الهوائية في وجهها وأصيبت بنوبة ذعر.
تصادف أن الموظف الشاب كان خارجاً من العمل في الوقت نفسه ورأى ما حدث. هرع إليها وهدأ من روعها وطلب الإسعاف وبقي معها حتى جاءت سيارة الشرطة لتخطيط الحادث وتحدث مع أفراد دورية الشرطة نيابة عنها لأنها كانت في حالة صدمة وذهول ولا تستطيع إيجاد الكلمات لتصف ما حدث.
هذا ليس فيلماً هندياً وإنما قصة حدثت في دبي في العقد الماضي وأخبرني بها هذا الشاب نفسه. تكملة القصة ليست نهاية رومانسية بل كانت خروج الشاب من الشركة بعد تلقيه عرضاً وظيفياً أفضل. لكن المديرة هي التي ندمت بشدة وأخبرته بما حدث ولماذا أهملته وسحبت عنه المهام وطلبت منه أن يسامحها بعد أن اكتشفت معدنه الأصيل.
عبر
لن تعرف معدن شخص دون تجربة استثنائية تخوضها معه. لا تربط حادثاً وقع في ماضيه بطريقة تصرفك معه فقد لا يكون مذنباً فيه. قال الله تعالى «ولا تزر وازرة وزر أخرى».
تميل الناس لفعل الخير بغض النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم وألوانهم، دائماً أبدِ نية طيبة تجاه الآخرين حتى لو أبدوا سوء نية تجاهك. ولا تقلق من سوء نواياهم أبداً ولا تحمل همها، توكل على الله واعلم أن هناك خالقاً يحميك منهم مادامت نيتك طيبة ولا تنوِ شراً بأحد.
تميل الناس لفعل الخير بغض النظر عن أعراقهم ومعتقداتهم وألوانهم.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.